أثناء رحلة الوالي، قابل شيخًا جالساً على الطريق يبدو عليه العوز، جلبابه مقطعاً وحالته يرثى لها، وسأله عن مكان قلاية أنبا موسى، فكانت إجابة الشيخ أنه رجل أبله ، فتركه الوالي واستكمل طريقه.
كان القديس موسى الأسود يقف، صامتًا، مستغرقًا في تأملاته الروحية. تلك الصحراء لم تكن مجرد مكان للتنسك، بل كانت مسرحًا للمعارك الروحية التي خاضها ضد قوى الشر..
فوجئ الأنبا موسى الأسود بأربعة لصوص داخل قلايته ينهبون كل ما فيها. فوقف وتردد للحظة، ولكن سرعان ما استجمع قواه وقرر أن يتصرف بطريقة مغايرة لما قد يتوقعه اللصوص أو حتى الشيوخ في المجمع.
مرت الكلمات القاسية كالسيوف، ولكن الأب موسى لم يتحرك ولم ينبس ببنت شفة. بقي هادئاً كالبحر في ليلة صيفية، لم تبدِ ملامحه أي انزعاج أو غضب. بعد انتهاء المجمع، شعر الآباء بالندم على ما قالوه..
كان الأنبا موسى الأسود يسعى للسلام الداخلي، فكان في كل يوم يزيد فيه الاشتياق لحياة الوحدة التي كان يرى الأباء يعيشونها، ويريد الابتعاد عن صخب الحياة اليومية والاختلاط بالناس، لكي يتفرغ للصلاة والتأمل..
في يوم السبت عندما تجمع جميع الرهبان في لقاءهم الأسبوعي المعتاد، تجمع الجميع حول الأنبا موسى الأسود، وكانوا يعلمون جيداً طريقة حياته ومحبته للآخرين، ولكن سألوه عن سر الدخان الذي كان يصعد من قلايته؟
كان الإخوة يجتمعون حول شيخهم، يبحثون عن أجوبة لتساؤلاتهم الملحة: لماذا، رغم كل هذا الإصرار على الجهاد، نصح أنبا إيسيذورس أنبا موسى الأسود بأن يكف عن الصراع مع الشياطين؟
كلما حاول القديس موسى الأسود أن يظل محافظًا على خطواته الأولى في طريق التوبة والجهاد، كان يضربه الشيطان بطرق شتى، محاولًا أن يُسقط به في شباكه الملعونة حتى يفقد رجاءه..
وفي لحظة من لحظات الندم العميق، ركع القديس موسى الأسود أمام قس الأسقيط واعترف علناً بكل جرائم حياته، ولم يكن هذا اعترافاً عادياً بل كان مصحوباً بدموع غزيرة وتواضع كبير..
في بداية القصة، نلتقي بموسى الأسود، الشاب القوي ذي البشرة الداكنة، الذي كان خادمًا لأحد ذوي المكانة والقدر، وكان معروفًا بسلوكه السيء، فارتكب العديد من الأفعال الشنيعة، مما أثار غضب سيده وطرده من خدمته
حين تجتاح العالم العواصف وتشتد الرياح، يظهر النور بأبهى صوره، ولكنه ليس نورًا عاديًا نعتاد عليه، لكنه يكون نور الأمل والإيمان، الذي يشرق من قلب المؤمن..
الرب ينظر إلى ما وراء العطايا المادية. إنه فاحص القلوب، ولا يهمه الكم بقدر ما يهمه الكيف، فالإخلاص في العطاء والتضحية هو ما يقدره الرب، وهو ما ينتظره مننا حتى نفوز بمحبة قلبه الفياضة..
كانت المرأة تدرك جيداً أنها خاطئة، كما وصفها الإنجيل هي لم تخفِ عن نفسها ولا عن الآخرين حقيقة ماضيها، لكنها كانت تدرك شيئًا آخر أهم، وهي النعمة التي تجلت في شخص يسوع..
ما يميز أبينا يوسف البار في رحلة حياته عندما نتأمل فيها جيدًا هو عدم الاستسلام في كل مواقف حياته، فقد واجه كل تلك التحديات بشجاعة وعزم، مُظهراً حبًا وعطاءً لمن حوله، رغم كل ما تعرض له من ألم ومعاناة..
ففيما يتنوع سلوك الكائنات، وتختلف طرقها في العناية بذريتها، نتعجب ونتأمل سلوك النعامة، ذلك الطائر الذي يبدو عليه عدم الاكتراث والتهاون، ولكن بالتأمل العميق نجد أن هناك حكمة كبيرة وراء تصرفاتها..