في تلك اللحظات، يا رب، أكون كطفل صغير ضائع في ظلامٍ دامس، يتوق إلى يدٍ حانية تمسك به، ترشده إلى الطريق، وتحميه من الأخطار، أراك يا إلهي، تطل عليّ من خلال عتمة الليل، ترفعني فوق ظلام مخاوفي..
كم مرة يا رب، وجدت نفسي خائفًا من المجهول، من المستقبل الذي لا أراه، ومن الألم الذي يطرق بابي؟ وكم مرة في هذه اللحظات، شعرت بيدك تحيطني برفق، وترسل ملاكك ليحرسني ويقودني إلى بر الأمان؟
يا رب، أحيانًا أنسى أن الفرح فيك لا يعتمد على ما يحدث حولي، بل هو فرح ينبع من معرفتي بأنك معي في كل لحظة، في كل خطوة، في كل تحدٍّ. يا لها من نعمة عظيمة أن أشعر بسلامك العميق الذي يملأ قلبي..
يا رب، علمني أن أسعى دائمًا إلى مسكنك، أن أجد فيه ملاذي وراحتي، اجعلني أدرك أن الدنيا ليست سوى رحلة قصيرة، وأنني في النهاية سأعود إلى مسكنك، حيث سأسكن معك إلى الدهور..
في قلب كل إنسان، يا رب، صراع عظيم بين الخير والشر، بين النور والظلام. إن هذا الصراع ليس خارجياً فقط، بل هو داخل كل واحد منا، في أعماق الروح وفي خفايا القلب..
كم هو عظيم يا رب أن نعلم أن السلام ليس مجرد شعور عابر أو لحظة راحة مؤقتة، بل هو عطية من عندك، سلام دائم، سلام ينطلق من قلبك ويغمر حياتنا من كل جانب..
كم من مرة يا رب وجدت نفسي وحيدًا في وسط العاصفة، شعرت بأن الحياة تميل إلى الظلام وأن اليأس يقترب مني بخطوات ثقيلة. لكن في تلك اللحظات، أتذكر وعدك الأبدي وكأنه لقلبي قائلاُ: معه أنا في الضيق.
عندما يواجه الإنسان قرارات مصيرية، فإن اللجوء إلى الله بالصلاة وطلب الإرشاد يعتبر الخطوة الأولى والأهم. الصلاة تفتح قلب الإنسان وعقله لتلقي الحكمة والإرشاد من الله.
يوم 6 أغسطس، يحتفل بتذكار تقديم نذوره الرهبانية ليكون راهباً، والآن هو أرشمندريت لدير الثالوث المقدس للرجال في مدينة تشيبوكساري في روسيا، وكم شهدت في قربه محبة غير محدودة وقبول من القلب لكل من حوله..
ظهرت نتيجة الثانوية العامة، وبين فرحة بمجموع كبير، أو تفكير في النجاح المقبول، فضل صاحبنا يفكر هيعمل إيه بعد كده؟، هيكون فين ولا هيوصل لايه بعد كده؟ وخصوصاً أن مجموعه مكانش الجامد ولا الحلو اوي.
خلق الله الإنسان على صورته، مما يمنحه قيمة لا تقدر بثمن، تفوق بكثير قيمة أي مخلوق آخر أو شيء مادي. هذا يعني أن للإنسان كرامة وأهمية خاصة تتجاوز كل الأشياء المادية التي يمكن أن يمتلكها.
القيمة الحقيقية للإنسان ليست في مظهره الخارجي أو ممتلكاته المادية، بل في الروح التي وضعها الله داخله، وفي الأدوار العظيمة التي وضعها له في خطته الأزلية..
الله لم يخلق آدم ليعيش وحيدًا، بل خلقه ليكون جزءًا من مجتمع، ليكون لديه شريك يسنده ويشاركه حياته، الشعور بالوحدة قد يكون ساحقًا، والإنسان بحاجة إلى شخص يسانده في الأوقات الصعبة..
الفرح الحقيقي ينبع من علاقتنا مع الله، فهو يعطي قلوبنا سلامًا وفرحًا يفوقان كل عقل. عندما نقترب من الله، نختبر فرحًا لا يمكن للعالم أن يمنحه..
يوسف تعرض للكثير من التجارب والمحن، من بيع إخوته له كعبد، إلى سجنه ظلمًا في مصر، ولكن من خلال هذه التجارب، شكل الله شخصيته وأعده ليصبح واحدًا من أعظم القادة في تاريخ العهد القديم.