نداء القلوب
دعوة فرح
يا رب، يا مصدر الفرح الحقيقي الذي لا ينضب، كم مرة يا إلهي سرت في دروب الحياة محملًا بأثقال الهموم، أبحث عن الفرح في أشياء الدنيا الزائلة. أحيانًا أظن أن الفرح هو مجرد لحظات عابرة، تأتي وتذهب مع تقلبات الزمن. لكنك تهمس لي في صمت قلبي، "افرحوا في الرب كل حين". يا لها من دعوة، دعوة تحمل في طياتها سر الفرح الدائم، الفرح الذي ينبع من أعماق القلب، مهما كانت الظروف.
يا رب، أحيانًا أنسى أن الفرح فيك لا يعتمد على ما يحدث حولي، بل هو فرح ينبع من معرفتي بأنك معي في كل لحظة، في كل خطوة، في كل تحدٍّ. يا لها من نعمة عظيمة أن أكون في حضنك، أن أشعر بسلامك العميق الذي يملأ قلبي حتى في أصعب الأوقات.
كم مرة يا رب حاولت أن أجد الفرح في الأمور المادية، في الإنجازات الدنيوية، لكنني اكتشفت أن كل هذا سرعان ما يتلاشى، ويترك في قلبي فراغًا. ولكن عندما أعود إليك، عندما أستمع إلى دعوتك "افرحوا في الرب كل حين"، أدرك أن الفرح الحقيقي هو في قربك، في الاستمتاع بقربك، في الثقة بأنك تدبر حياتي بكل تفاصيلها.
يا رب، علمني أن أفرح فيك كل يوم، أن أعيش حياتي مستمتعًا بحبك ورحمتك. علمني أن أجد الفرح حتى في الأوقات الصعبة، أن أرى يدك تعمل في كل موقف، وأن أدرك أن كل ما يحدث هو جزء من خطتك الصالحة لحياتي.
"وأقول أيضًا: افرحوا". هذه الكلمات تذكرني يا رب أن الفرح فيك ليس مجرد خيار، بل هو دعوة مستمرة، دعوة لأن أعيش في نورك، أن أفرح بوجودك في حياتي، أن أفرح بكل لحظة تمنحني إياها، لأنها من يدك الحنونة.
يا رب، اجعل فرحك يملأ قلبي، ويغمر حياتي، حتى أكون شاهدًا على محبتك أمام الجميع. ساعدني أن أعيش فرحك، أن أكون مصدر سلام وفرح لمن حولي. وفي كل مرة أشعر فيها بالضيق، ذكرني يا رب بدعوتك "افرحوا في الرب كل حين"، لأجد فيك ملجأي وسلامي وفرحي الذي لا ينتهي.