رئيس التحرير
عصام كامل

راقب لسانك

في إحدى القرى، كان هناك رجل يدعى توما، معروف بكثرة كلامه. كان يتحدث في كل موضوع، ويعطي رأيه في كل أمر، حتى وإن لم يُطلب منه ذلك. لم تكن المجالس تخلو من ضجيجه، وكان دائمًا يقول: "الكلام لا يضر ما دام القلوب طيبة".

 

وذات يوم، في مجلس مع أهل القرية، بدأ توما يتحدث عن جارٍ لهم يُدعى يوسف. أخذ يروي قصصًا عن يوسف، بعضها حقيقي وبعضها مُبالغ فيه. كانت كلماته تتطاير كسهام، دون أن يدرك تأثيرها. استمع الجميع بصمت، ولكن الكلمات بدأت تنتقل من شخص لآخر، ومع كل انتقال، أُضيف إليها المزيد من المبالغات.

 

وصلت الأحاديث إلى يوسف نفسه، فشعر بجرح عميق. قرر مواجهة توما، لكنه فعل ذلك بحكمة. قال له: "يا توما، هل تعرف أن كلماتك مثل الريح؟ تذهب بعيدًا ولا يمكن استرجاعها. لقد سببت لي ألمًا شديدًا بكلامك الذي لم يكن كله صحيحًا."

 

شعر توما بالخجل، واعتذر قائلًا: "لم أقصد أن أؤذيك، كنت فقط أتحدث لتسلية الآخرين".. فرد يوسف: "الكلام مسؤولية، وكثرة الحديث دون تفكير تحمل معها خطايا لا نشعر بها. الحكيم هو من يزن كلماته قبل أن ينطق بها".

 

تأثر توما بكلام يوسف، وقرر أن يُقلل من حديثه، وأن يتعلم كيف يزن كلماته قبل أن يتحدث. أصبح أكثر هدوءًا، وصارت كلماته مصدرًا للحكمة بدلًا من الأذى.

 

الكلمة التي تخرج من أفواهنا قد تكون بلسمًا أو سهمًا. الحكيم هو من يُدرك أن كثرة الكلام لا تخلو من الزلل، فيحفظ شفتيه، ويتحدث بحساب.

 

 

قبل أن تتحدث، تذكر أن كل كلمة تحمل تأثيرًا، إما لبناء الآخرين أو لهدمهم. ليكن حديثك نابعًا من حكمة ومن قلب نقي، وإعلم أن الصمت أحيانًا هو أعظم حكمة. ضبط الشفاه هو علامة العقل، وميزان الكلمات هو الطريق إلى السلام مع الله والناس.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية