نداء القلوب
كن صديقي
يا رب، في هذه الحياة أشعر أحيانًا بوحدة ثقيلة تخيم على روحي، وكأنني أسير في طريق طويل دون رفيق يُعينني، فلا أجد كتفًا أستند إليه عندما تضعف خطاي. كم تمنيت يا رب أن يكون لي صديق يقف بجانبي، أن أجد شخصًا يعينني في لحظات ضعفي، كما قلت في كلمتك: "إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ... وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ" (الجامعة 4: 10).
أشعر بالوحدة يا رب، وكأنني أواجه الحياة وأعبائها وحدي، وكلما اشتدت الرياح ومالت بي الخطوات، بحثت حولي عن من يمسك بيدي، لكنني لا أجد إلا الفراغ. أتساءل أحيانًا: لماذا أُترك وحدي؟ لماذا تخلو حياتي من ذاك الرفيق الذي يخفف عني ثقل الأيام ويشجعني عندما تضعف عزيمتي؟
لكنني في عمق هذه الوحدة، أرفع عيني إليك، أنت الصديق الأمين الذي لا يتركني ولا يتخلى عني. أتي إليك يا رب، أعلم أنك تسمعني وتفهم ما في قلبي من حزن وألم. أنت تعرف ضعفي وتعرف حاجتي، وأثق أنك معي حتى عندما لا أرى من حولي أحدًا.
يا رب، كن أنت الرفيق الذي يقيمني عندما أسقط، الذي يمد لي يده حين تتعثر خطاي. اجعلني أشعر بقربك، وامسح عن قلبي ثقل الوحدة. اغمرني بحضورك حتى لا أشعر بالفراغ الذي يؤلم روحي، وذكرني أنني لست وحدي، فأنت، يا إلهي، أعظم رفيق، وأقرب من كل صديق.
ساعدني أن أرى في وحدتي فرصة للاتحاد بك، وأن أجد في صلاتي قوةً تدفعني للثبات. اجعلني أستمد منك العون والثقة، وأرسل لي يا رب، إن شئت، من يكون صديقًا يعينني، أو اجعلني أجد فيك وحدك كل ما أحتاجه.