رئيس التحرير
عصام كامل

وليمة حب

في قرية صغيرة على أطراف الجبال، عاش رجلان مختلفان تمامًا. الأول، يُدعى سامي، كان ثريًا، يعيش في بيت كبير مزين بأجمل الأثاث. لكنه كان دائم القلق، يملأ قلبه الخوف من الغد، ويشكو دائمًا من قلة السعادة. أما الثاني، حنا، فكان رجلًا بسيطًا يعمل نجارًا، يعيش في كوخ صغير مع أسرته. لم يكن يملك المال الكثير، لكنه كان دائم الابتسام، يُظهر شكرًا لله على كل يومٍ يعيشه.

 

وذات يوم، اجتمع الرجلان في سوق القرية، وتبادلا الحديث. قال سامي لحنا بلهجة متذمرة: لا أفهم كيف تبتسم وأنت بالكاد تجد قوت يومك، بينما أنا لا أشعر بالراحة رغم ثروتي.

 

إبتسم حنا وأجاب: السعادة ليست في ما نملك، بل في القلب الذي نحمله. قلبي مليء بالسلام والرضا لأنني أثق في أن الله يهتم بي ويُدبّر كل احتياجاتي. قد لا أملك المال، لكنني أعيش وليمة دائمة من محبة الله وبركته.

 

تعجب سامي وسأله: كيف ترى حياتك وليمة وأنت تعيش بهذا البساط؟.. رد حنا قائلًا: الوليمة ليست طعامًا وشرابًا فقط. الوليمة هي أن تعيش شاكرًا لكل نعمة، وتثق أن الله يفتح لك أبواب الخير في وقته. أما الحزن والقلق، فيسرقان كل لحظة طيبة ويتركان القلب شقيًا.

 

تأثر سامي بكلام حنا، وبدأ يُراجع نفسه. قرر أن يُغيّر طريقته في الحياة، أن يطلب السلام من الله ويبحث عن الرضا بدلًا من الشكوى. شيئًا فشيئًا، بدأ قلبه يهدأ، ووجد أن السعادة الحقيقية ليست في كثرة المال، بل في طيبة القلب الذي يعرف الله ويعيش شاكرًا له.

 

الحياة مليئة بالتحديات، لكن طريقة قلوبنا في التعامل معها تُحدد إن كنا نعيش في شقاء أم في وليمة دائمة. طيب القلب هو الذي يفتح نافذة على السماء ليغمره نور السلام، أما الحزين المتذمر، فهو يغلق كل باب للنور بيديه.

 

 

إجعل قلبك طيبًا شاكرًا، ولا تترك الحزن يستولي على أيامك. ثق أن الله حاضرٌ في كل لحظة، يُدبّر حياتك ويُباركك بما يكفيك. وليمتك الحقيقية ليست فيما تملك، بل في رضاك وقربك من الله.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية