رئيس التحرير
عصام كامل

رأيه يهديني

كانت ندى فتاة شابة تبحث دائمًا عن معنى أعمق لحياتها. برغم نجاحها في العمل وحصولها على كل ما قد تحتاجه ماديًا، إلا أنها شعرت بفراغ عميق، وكأنها تائهة بلا بوصلة توجهها. حاولت مرات عديدة أن تجد السعادة، فتنقلت بين هوايات وعلاقات ونجاحات، لكنها لم تجد الراحة التي كانت تتطلع إليها.

 

ذات يوم، بينما كانت ندى تتصفح كتابًا قديمًا كان هدية من جدتها، توقفت عند آية تقول: "بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي" (مزمور 73: 24). شعرت بكلمات الآية تلامس قلبها بشدة، وكأنها رسالة مباشرة لها وسط حيرتها. قررت في تلك اللحظة أن تلجأ إلى الله وأن تطلب هدايته في حياتها.

 

بدأت ندى في الصلاة بشكل أعمق وأكثر إخلاصًا، ودعت الله أن يرشدها إلى الطريق الذي يمنحها السلام الداخلي. شيئًا فشيئًا، بدأت الأمور تتضح أمامها، حيث بدأت تدرك أنها كانت تلاحق أشياء عابرة، وأدركت أن السعادة الحقيقية تأتي من الاقتراب من الله ومن تقديم الخير لمن حولها.

 

أصبحت ندى تقضي أوقاتًا تطوعية لمساعدة الأطفال، وتوجيه طاقاتها نحو عمل الخير. وفي كل خطوة، كانت تشعر بسلام يملأ قلبها، وكأن الله يمسك بيدها ويوجه خطواتها. بدأت ترى أن الله يقودها برأيه ويمنحها الرؤية الواضحة، وأن الفراغ الذي كان بداخلها قد امتلأ بمعنى جديد وهدف أسمى.

 

أحيانًا نبحث عن السعادة في الأمور المادية والدنيوية، وننسى أن الطريق الحقيقي يكمن في الهداية التي يمنحها الله لنا. عندما نلجأ إليه ونسأله بإخلاص أن يهدينا، يفتح أمامنا الأبواب ويقود خطواتنا إلى حيث نجد الراحة والسلام.

 

 

عزيزي، إذا كنت تبحث عن الاتجاه الصحيح في حياتك، تذكر أن الله يقول: "بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي"، إجعل الله مستشارك الأول في حياتك، واسأله أن يرشدك في كل خطوة تخطوها. سيوجهك إلى الطريق الذي يناسبك ويملأ قلبك بالسلام والرضا.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية