رئيس التحرير
عصام كامل

يعطي ثباتًا

 كان سامر شابًا طموحًا يعمل بجد، يحلم ببناء حياة مستقرة لأسرته الصغيرة. واجه سامر صعوبات عديدة في عمله؛ كان المشروع الذي يعمل عليه يتعثر بشكل مستمر، وتراكمت عليه الديون، وأصبح لا يملك ما يسد به حاجات أسرته. 

 

وفي ليلة مظلمة، جلس سامر وحيدًا يفكر في مصيره، شعر بثقل اليأس يكاد يسقطه إلى أعماق لا قرار لها. ولكنه فجأة تذكر آية كان يرددها في طفولته: "إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ." (مزمور 37: 24).

 

قام من مكانه، وتوجه إلى الصلاة بخشوع، مخاطبًا الله بكل ما في قلبه من ألم وأمل، طالبًا منه أن يسنده وينتشله من ضعفه. وجد سامر نفسه يمتلئ بسلام غريب، وكأن الله يضع يده عليه ليمنحه القوة لمواصلة الطريق.

 

في اليوم التالي، بينما كان يبحث عن حلول، التقى بزميل قديم كان يعمل معه منذ سنوات. تحدثا عن ظروف العمل وتحديات الحياة، وشارك سامر زميله بمحنته الحالية. وبلا تردد، عرض عليه زميله المساعدة والدعم، بل وقدم له شراكة في مشروع جديد كان يعمل عليه.

 

رأى سامر في هذا العرض استجابة لدعواته ورؤية فعلية ليد الله التي تمسك به في محنته. وبالرغم من الصعوبات التي استمرت، شعر بأن الله يسنده في كل خطوة، ويمنحه طاقة جديدة لتحقيق النجاح. وعمل سامر بجدية واجتهاد، حتى تمكن من النهوض بعمله وأعاد بناء مستقبله على أساس ثابت.

 

نمر أحيانًا بأوقات نظن فيها أن السقوط نهاية الطريق، وأن لا سبيل للقيام مجددًا. لكن الله لا يترك من يعتمد عليه، فهو مسند يدهم، حتى وإن تعثروا. قد لا نرى اليد التي تحملنا، لكن نختبر سلامها وعونها في أشد لحظات ضعفنا.

 

 

عزيزي القارئ، عندما تجد نفسك على حافة السقوط، تذكر أن الله دائمًا بجانبك، ممسك بيدك. يقول الكتاب المقدس: "إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ، لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ." الله يسندك ويمنحك القوة للنهوض من جديد، فلا تيأس. اثبت في إيمانك، وتيقن أن الله دائمًا يضعك على طريق الخير، حتى في الأوقات التي تبدو فيها الطريق مظلمة.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية