نداء القلوب
ستر جناحيه
يا إلهي، يا من تجعلني أتوق إلى مسكنك الأبدي، أجد نفسي هنا، ضائعًا بين زحام الحياة وضوضائها، أبحث عن ملجأ، عن مكان أجد فيه الراحة والطمأنينة، آه يا رب، كم أحتاج إلى مسكنك، إلى أن أسكن في حضنك إلى الأبد، حيث لا توجد أحزان ولا هموم، بل فقط سلامك العميق الذي يفوق كل عقل.
يا رب، في كل مرة أواجه فيها عواصف الحياة، أجد نفسي متلهفًا إلى جناحيك، تلك الأجنحة التي تحميني من كل خطر، التي تجعلني أشعر بالأمان، حتى وأنا في وسط الأزمات، كيف يمكنني أن أجد هذا السلام، إن لم أحتَمِ بستر جناحيك؟ كيف أستطيع مواجهة قسوة الأيام، إن لم تكن أنت ملجأي وسندي؟
يا رب، في لحظات ضعفي، حين تشعر نفسي بالتعب والإنهاك، أتذكر كلمات داود وأقول معه: "لأَسْكُنَنَّ فِي مَسْكَنِكَ إِلَى الدُّهُورِ"، هذه الكلمات تملأني بالطمأنينة، تذكّرني بأنك قد أعددت لي مكانًا، ليس في هذا العالم الزائل، بل في مسكنك الأبدي، حيث أسكن معك إلى الأبد.
آه يا رب، كم أحتاج إلى أن أستريح في مسكنك، أن أهرب من متاعب الدنيا وأحتمي بستر جناحيك. تلك الأجنحة التي تحتوي على كل الحب، كل الحنان، كل الحماية، كم من مرة حاولت أن أجد الأمان في أشياء الدنيا، لكنني لم أجد سوى الخوف والقلق، والآن، أدرك أن الأمان الحقيقي هو فيك وحدك، في جناحيك اللذين يحمينيان من كل شر.
يا رب، علمني أن أسعى دائمًا إلى مسكنك، أن أجد فيه ملاذي وراحتي، اجعلني أدرك أن الدنيا ليست سوى رحلة قصيرة، وأنني في النهاية سأعود إلى مسكنك، حيث سأسكن معك إلى الدهور.
يا إلهي، إنني أضع حياتي بين يديك، وألجأ إلى ستر جناحيك، حيث أجد السلام الذي لا أستطيع أن أجده في أي مكان آخر، أريد أن أعيش حياتي متطلعًا إلى مسكنك، متأملًا في جمال حضورك، واثقًا أنك ستكون معي في كل خطوة، تحملني عندما أتعثر، وتحميني عندما أخاف.
يا رب، أطلب منك أن تجعلني أتمسك بك، أن أسعى إلى مسكنك بكل كياني، وأن أجد في ستر جناحيك الحماية والسلام فأنا معك لا أريد شيئًا ولا ينقصني شبئًا مادمت أنت معي وتعين روحي.