نداء القلوب
سهام النهار وخوف الليل
يا إلهي، عندما تهمس في قلبي بهذه الكلمات المقدسة: "لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ"، أجد نفسي محاطًا بحنانك الأبدي، كم هي عميقة هذه الكلمات التي تحملني إلى عالم من السلام لا يتزعزع، حيث لا مكان للخوف ولا للقلق.
فأنت يا رب، تعرف كم يتملكني الرعب في الليل، حين يسود الصمت وتزداد ظلمة المخاوف، وكم تنتابني الهواجس في النهار، عندما تبدو السهام محيطة بي من كل جانب، تُهدد سكينتي وتختبر إيماني.
في تلك اللحظات، يا رب، أكون كطفل صغير ضائع في ظلامٍ دامس، يتوق إلى يدٍ حانية تمسك به، ترشده إلى الطريق، وتحميه من الأخطار. أراك يا إلهي، تطل عليّ من خلال عتمة الليل، ترفعني فوق ظلام مخاوفي، تهمس لي بكلماتك العذبة: "لا تخف، فأنا معك" أنت الذي وعدتني بالحماية، وجعلتني أعيش في ظلك الآمن، حيث لا مكان للرعب ولا للهلع.
وحين يأتي النهار، يا رب، وتتسلط عليّ أشعة الشمس، ترى نفسي قلقة من سهام الحياة التي تحيط بي، تلك السهام التي تخترق روحي وتضعف عزيمتي، لكنك أنت، أيها الحافظ الأمين، ترفع عني كل سهم موجّه، تجعلني أقف بشجاعة أمام أعدائي، تثبتني في وجه التحديات، وتجعلني أرى السهام وهي تتكسر أمامي بفضل قوتك.
يا رب، في كل ليلة، بينما يستبد بي الضعف وتغمرني الأحزان، أستذكر وعودك، كم من مرة حاولت أن أجد السكينة في أمور هذا العالم، لكنك تعيدني إليك، تذكرني بأنك الحامي الوحيد، الملجأ الأوحد، الذي يزيل عني كل خوف. فأنت يا رب، من يضيء لي ليالي الظلام بنور محبتك، ومن يقودني في نهارات التحديات بعين عنايتك.
كم هو عظيم سلامك، يا إلهي، الذي تهبه لي وسط العواصف، في كل صباح، حين أستيقظ لأواجه العالم، أجد نفسي محميًا تحت جناحيك، آمنًا في ظلّك، مطمئنًا بوجودك بجانبي، مهما عظمت المصاعب واشتدت المخاطر، فأنا واثق أنك أنت من يقودني، ومن يرعاني، ومن يحميني من كل سهم يطير في النهار.
يا إلهي، علمني أن أعيش بلا خوف، أن أضع كل هواجسي ومخاوفي بين يديك. اجعلني أؤمن بقدرتك المطلقة على الحماية، وأن أستند دائمًا إلى قوتك، فأنت الصخرة التي أقف عليها بثبات، والسند الذي التجئ إليه في كل ضيق، دعني أرى العالم بعينيك، يا رب، فأنت من يبدد الظلام بنورك، ومن يملأ قلبي بسلام يفوق كل عقل.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih