مبكرا أعلن نتنياهو أنه بعد وقف القتال سوف تبقى القوات الإسرائيلية في أراضي القطاع لتتولى مهمة الأمن فيه، لأنه يرفض أن يتولى ذلك قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أو قوات دولية أو حتى أمريكية..
حرب غزة ومخاطرها وتداعياتها ربما تكون قد منحت الناخبين المصريين دافعا جديدا للمشاركة في عملية التصويت، والتى شهدت إقبالا ملحوظا في الساعات الأولى من أول أيام الانتخابات الثلاثة..
الفيتو الامريكى الجديد ضد قرار وقف الحرب في مجلس الأمن يكشف بوضوح وجلاء أن أمريكا تريد إستمرار الحرب ولا تتعجل الإسرائيليين في إنهاءها، أو وضعت لهم سقفا زمنيا لوقف القتال لا يتجاوز نهاية هذا الشهر..
إسرائيل تريد الإستمرار في الحرب بضعة أشهر وليس أسابيع، وتريد أيضا إستمرار قواتها في القطاع لفترة لا تقل عن العام لضمان الأمن، كما ترفض أن تدير القطاع السلطة الفلسطينية سواء الحالية أو المجددة..
أمريكا أبلغت اسرائيل رغبتها في أن تنتهى هذه الحرب قبل أعياد الميلاد وإنتهاء العام الحالى.. غير أن إسرائيل تسعى لإقناع واشنطن بأنها بحاجة لوقت أطول في ظل مواجهة القوات الاسرائيلية مقاومة مسلحة شديدة..
أمريكا تدرك أننا نحن العرب لسنا غاضبين من إستمرار الحرب ونريد وقفها فورا، فهى لم تشعر بالخطر على مصالحها معنا أو لدينا، ولذلك اكتفت فقط بالهدن الانسانية وأقنعت إسرائيل بها..
هل في مقدور إسرائيل التمرد على أمريكا ورفض الأنصياع لأوامرها ومطالبها والتمسك بتنفيذ ما تقرره هى.. أم أن أمريكا موافقة على ما تقوم به إسرائيل ومن بينه الغزو البرى لجنوب قطاع غزة؟
إسرائيل لن تحارب بعد الهدنة كما كانت تحارب بعدها.. فقد حدثت تغيرات عديدة أهمها أن حديثا بدأ يتردد في الغرب الآن عن وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب، بعد أن كان كل الحديث عن هدن إنسانية فقط..
تستثمر مصر هنا تداعيات تلك الهدنة داخل إسرائيل بعد استعادة عدد من أسراهم لدى حماس، والمتمثلة في تزايد ضغوط أهل الأسري المتبقين على الحكومة الاسرائلية لتمديد وقف إطلاق النار للإفراج عنهم في صفات أخري..
المظاهرات تشير إلى ما ينتظر إسرائيل وحكومتها في الأيام المقبلة بعد إنقضاء الهدنة المؤقتة، ويتمثل في زيادة الضغوط التى سوف تتعرض لها عالميا لدفعها لوقف حربها الوحشية ضد أهل غزة..
تمديد الهدنة لن يكون من نتائجه فقط تحرير عدد من الأسري، وإنما أيضا إدخال مزيد من المساعدات للقطاع وأهله ومن بينها الوقود الذى هم في أشد الاحتياج له لدعم تشبثهم بالأرض..
إسرائيل سوف تظل تدفع أهل غزة للزحف جنوبا وتجاوز الحدود المصرية مع القطاع، فرارا من حرب الإبادة التى يتعرضون لها وبحثا عن ملاذا آمن في سيناء المصرية..
سياسيا فإن قبول الحكومة الاسرائيلية بعقد صفقة الأسري مع حماس هو إعتراف واضح بفشلها في تحريرهم عسكريا بعد إقتحام أراضي القطاع وتدمير نصف مبانيه ومنشآته، وإعتراف أيضا بإخفاقها في النيل من حماس..
وهذه ليست المرة الاولى منذ نشوب الحرب التى تأمر فيها أمريكا إسرائيل وتمتثل حكومتها للأوامر.. سبق أن أمرت أمريكا حكومة إسرائيل بالسماح بمد غزة بالمساعدات من غذاء ودواء ومستلزمات طبية وإمتثل الاسرائليين
تحت ركام الابنية المدمرة والمحطمة يخرج مسلحين يصطادون الجنود الاسرائليين ويقتلونهم.. فهم يعرفون أرضهم جيدا حتى بعد تدمير أبنيتها ومنشاَتها..