الحرب بعد الهدنة!
حرصت إسرائيل قبل وأثناء إعلان قبولها تمديد الهدنة ليومين أن تؤكد أنها سوف تستأنف حربها بضراوة على أهالى قطاع غزة.. فقد قام نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس الأركان بزيارات متفرقة إلى غزة، وأعلنوا ذلك من هناك.. ولذلك هذا هو المتوقع أن يحدث بعد انتهاء اليومين اللذين تم إضافتهما للهدنة.
ولكن إسرائيل لن تحارب بعد الهدنة كما كانت تحارب بعدها.. فقد حدثت تغيرات عديدة أهمها أن حديثا بدأ يتردد في الغرب الآن عن وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب، بعد أن كان كل الحديث عن هدن إنسانية فقط مؤقته لبضعة ساعات وممرات آمنة للمدنيين..
بل أن البعض في الغرب يتحدث الآن عن رفض عادة إسرائيل إحتلال غزة مجددا، وهو ما يعنى ضمنا ضرورة انسحاب قواتها من شمال قطاع غزة.. وهذا مناخ ليس مناسبا لإسرائيل لآن تمضى فيما خطط له قبل الهدنة، وهو اجتياح جنوب القطاع على غرار ما فعلت في شماله.
لقد حاربت إسرائيل قبل الهدنة التى تم تمديدها اليوم وغدا وهى تملك دعما كاملا ومفتوحا من أمريكا والغرب، ولذلك مضت تدمر وتخرب وتقتل بقسوة ووحشية تحت دعوى أن من حقها الدفاع عن نفسها، ولكن إسرائيل ستحارب بعد إنتهاء الهدنة وهى لا تملك هذا الدعم..
بل العكس تماما ستحارب وهناك ممن منحها تأييده من قبل يطالبها بوقف هذه الحرب وسحب قواتها من غزة.. حتى الأمريكان مضطرون لمطالبة إسرائيل بذلك تحت ضغط الرأي العام الأمريكي الذى يزداد رفضه لإستمرار حرب الإبادة للفلسطينيين في غزة.. خلاصة الأمر أن إسرائيل لن تكون مطلقة اليد في الحرب التى سوف تستأنفها بعد إنتهاء الهدنة.