قبل أعياد الميلاد
منذ استئناف القتال وإسرائيل تبدو أنها في عجلة من أمرها، ولذلك بدأت على الفور عملية إقتحام خان يونس، لأن واشنطن منحتها مهلة أسابيع قليلة لإنجاز أهداف حربها ضد أهل قطاع غزة، والتى يتصدرها هدف تصفية حماس وإنهاء حكمها للقطاع..
فإن أمريكا أبلغت اسرائيل رغبتها في أن تنتهى هذه الحرب قبل أعياد الميلاد وانتهاء العام الحالى.. غير أن إسرائيل تسعى لإقناع واشنطن بأنها بحاجة لوقت أطول في ظل مواجهة القوات الاسرائيلية مقاومة مسلحة شديدة..
وهذا يفسر تكرار القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل أن معركة خان يونس تحتاج لوقت طويل وأن الحرب لن تنتهى قبل أشهر وليس أسابيع. وإذا كانت واشنطن قد ابتلعت ضرب إسرائيل عرض الحائط بالمطالبات الخاصة بتخفيض استهداف المدنيين في قطاع غزة فلنا أن نتوقع أن تعصى إسرائيل أيضا أوامر أمريكا وألا تلتزم بطلبها إنهاء الحرب قبل أعياد الميلاد..
اللهم إلا إذا اتخذت واشنطن موقفا حازما تجاهها وكشرت عن أنيابها لها، وهو أمر لم يحدث حتى الآن، بل العكس هو الذى حدث، حيث تبنت أمريكا كل المواقف الإسرائيلية ودافعت عنها ورددت أكاذيبها.
لكننا يمكن أن نتوقع أن تحدث مساومة إسرائيلية مع أمريكا حول المتبقى من زمن الحرب، وتنتهى هذه المساومة بالتوصل إلى حل وسط يقضى بتمديد المهلة الأمريكية الممنوحة لإسرائيل بضعة أسابيع إضافية من بداية العام الجديد، لتسجل هذه الحرب رقما قياسيا لمدتها بالقياس لمدة الحروب الإسرائيلية السابقة ضد قطاع غزة، والتى كانت نحو ستة أسابيع فقط.