رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تتظاهر بمراعاة مشاعرنا!

حدد بلينكن في إسرائيل شروط موافقة أمريكا على استئناف الحرب مجددا، لكن إسرائيل على مدى ثلاثة أيام لم تلتزم بأى منها.. فهى لم تخفض استهدافها للمدنيين، ولذلك زاد عدد الضحايا منهم، وأوقفت المساعدات الإغاثية عبر معبر رفح، وما زالت تستخدم الأسلحة واسعة التدمير.. 

 

ومع ذلك فإننا لم نسمع أو نرَ أى موقف لأمريكا تجاه إسرائيل التى ضربت بمطالبها عرض الحائط واستأنفت الحرب بذات الوحشية التى بدأتها حتى أيام الهدنة السبع.. 

 

وهنا لابد من السؤال: هل في مقدور إسرائيل التمرد على أمريكا ورفض الانصياع لأوامرها ومطالبها والتمسك بتنفيذ ما تقرره هى.. أم أن أمريكا موافقة على ما تقوم به إسرائيل ومن بينه الغزو البرى لجنوب قطاع غزة، ودفع سكانه إلى الحدود المصرية الاسرائيلية، وليست رافضة لوحشية القوات الإسرائيلية حقا، وما قاله بلينكن حول مطالب أمريكا من إسرائيل قبل استئناف الحرب هو من قبيل احتواء الغضب العربى فقط؟!

 
والإجابة عن هذا السؤال كشف عنها نتنياهو حينما قال في مؤتمره الصحفى الأخير أنه تحدث خلافات بين إسرائيل وأمريكا ولكن يتم إحتواء هذه الخلافات وتنفيذ ما قررته وتريده إسرائيل.. إذن الأغلب أن أمريكا على هذا النحو لا تعترض إعتراضا ذا شأن على وحشية إسرائيل في حربها ضد أهل غزة وترى أن ذلك من حقها دفاعا كما تقول عن نفسها.. 

 

ولا تكترث بأن تخالف إسرائيل بعض ما تقول أنها طالبتها به.. ولذلك تمضي إسرائيل في تلك الحرب غير مكترثة بالغضب الشعبى العالمى مادامت أمريكا تدعمها ولا تردعها أو تمنعها من مخالفة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتتمادى في وحشيتها.

 


هذا ما يقبله المنطق والعقل لأن أمريكا هى التى تمد إسرائيل بالمال والسلاح والحماية في مجلس الأمن، ولذلك نحن لسنا أمام مشهد عصيان إسرائيل لأمريكا وإنما أمام مشهد تظاهر أمريكا أنها تراعى مشاعرنا فقط نحن العرب..

الجريدة الرسمية