إجهاض المؤامرة
اليوم تنتهى هدنة الأيام الأربعةَ.. وقد توعد الاسرائيليون باستئناف الحرب الوحشية ضد أهل غزة بعدها حتى لو تم تمديدها.. وتسعى مصر بكل قوة الآن ألا يكرر الاسرائيليون في جنوب القطاع ما فعلوه في شماله من تدمير واسع وإبادة جماعية وتهجير قسري بعد تخريب كل مقومات الحياة..
وذلك لإجهاض المؤامرة الاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية على حسابنا بدفع أهل غزة للهجرة بحثا عن ملاذ آمن في سيناء المصرية.. وهذا ما أعلنه بكل وضوح الرئيس السيسى وهو يستقبل رئيسي وزراء كل من أسبانيا وبلجيكا..
وتستثمر مصر هنا تداعيات تلك الهدنة داخل إسرائيل بعد استعادة عدد من أسراهم لدى حماس، والمتمثلة في تزايد ضغوط أهل الأسري المتبقين على الحكومة الاسرائلية لتمديد وقف إطلاق النار للإفراج عنهم في صفقات أخرى على غرار ما حدث فى الصفقة الحالية..
كما تستثمر مصر أيضا الضغوط الشعبية ف الغرب لوقف الحرب وهو ما أحدث بعض التحول والتغير في مواقف حكومات أوروبية يمكن ملاحظته فيما أبداه رئيس الحكومة الاسبانية ورئيس الحكومة البلجيكية من ضرورة وقف الحرب وإنهاء الكارثة الانسانية التى يعيشها أهل غزة، وهو ما أغضب نتنياهو.
كذلك تسعى مصر لعرقلة أى اجتياح بري اسرائيلي لجنوب القطاع من خلال فرض تواجد عربى ودولى فيه، أبرز مظاهره تلك المستشفيات الميدانية التى تم ادخالها للقطاع مع أطقم طبية عربية، وهذا سيجعل الاسرائيليون يفكرون كثيرا في استهداف هذه المستشفيات العربية..
سواء بالقصف الجوى أو بالاقتحام والتدمير كما فعلوا في مستشفيات الشمال، وأن الأمر ينطبق على المساعدات الإغاثية من الغذاء والوقود والتى توفر مقومات الحياة لأهل غزة الذين تكدسوا الآن في جنوب القطاع ووسطه حتى لا يهجرون مضطرين من أرضهم قسرا.
وهكذا مصر لا تواجه المؤامرة الاسرائيلية فقط بالتحذير وإنما تقوم بمواجهة شاملة لها تضمن لأهل غزة التشبث بأرضهم.