أوامر أمريكية!
أخيرًا بعد أكثر من أربعين يوما حرمت إسرائيل قطاع غزة من الوقود وافقت حكومتها على مد جنوبه ببعض كميات من الوقود لتشغيل محطات المياه والصرف الصحى وشبكات الاتصالات، وهذه الكمية التى تساوى فقط نسبة ثلاثةَ في المائة من الاحتياجات اليومية للقطاع جاءت تنفيذا لأوامر أمريكية..
ولذلك لم يكترث نتانياهو لمعارضة عدد من وزراء حكومته لقراره السماح بشاحنتين من الوقود للقطاع يوميا، بل إنه حاول اقناع الاسرائليين بذلك بدعوى أنه يحميهم من الأوبئة!.
وهذه ليست المرة الاولى منذ نشوب الحرب التى تأمر فيها أمريكا إسرائيل وتمتثل حكومتها للأوامر.. سبق أن أمرت أمريكا حكومة إسرائيل بالسماح بمد القطاع بالمساعدات الإغاثية من غذاء ودواء ومستلزمات طبية وإمتثل أيضا الاسرائليين..
وسبق أيضا أن أمرت أمريكا حكومة إسرائيل بالسماح لعدد من من الجرحى والمصابين كما سمحت من قبل مزدوجى الجنسية من الفلسطينيين بمغادرة القطاع وإمتثلت أيضا اسرائيل.. وكذلك سبق أن أمرت أمريكا إسرائيل بعدم خوض حرب واسعة ضد حزب آلله فى لبنان وامتثلت إسرائيل.
وهكذا.. ما حدث يُبين أن أمريكا تقدر على أن تأمر إسرائيل بخصوص تطورات الحرب في غزة، وإسرائيل لا ترد لها طلبا لإنها الداعم الأكبر لها الذى يحميها دوليا ويقدم لها المال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية وأيضًا المشورة العسكريةَ..
وهذا يقدم لنا دليلا ناصعا على أن أمريكا تتحمل أساسا مسئولية إستمرار حرب الإبادة التى يشنها الاسرائيليون ضد أهالى غزة.. فهى لو كانت راغبة في وقف هذه الحرب لكانت أمرت إسرائيل بوقفها فورا، ولما كانت تحايلت على ذلك بالدعوة لهدن إنسانية.. أمريكا قبل إسرائيل تريد استمرار هذه الحرب، ولعلها ترى أن ذلك يحقق مصالحها ولا يمنح فقط الاسرائليين فرصة للانتقام لما لحق بهم فى السابع من أكتوبر.