معضلة صفقة الأسري
تجدد الحديث حول صفقة الأسري التى يتم التفاوض حولها والإعداد لها منذ وقت ليس بالقصير، وثمة توقعات بأن يصادق مجلس الحرب الإسرائيلي عليها اليوم، وأعلن هنية أن قطر سوف تعلن تفاصيل هذه الصفقة التى واجهت معضلات شتى سياسية وعسكرية..
سياسيا فإن قبول الحكومة الاسرائيلية بعقد هذه الصفقة مع حماس هو اعتراف واضح بفشلها في تحريرهم عسكريا بعد اقتحام أراضي القطاع وتدمير نصف مبانيه ومنشآته، واعتراف أيضا بإخفاقها في النيل من حماس التى تحتفظ بمعظم الأسري الإسرائيليين..
وعسكريا فإن إبرام هذه الصفقة مع حماس هو بمثابة تنازل عن موقف القادة العسكريين الإسرائيليين الرافض وقف إطلاق النار لبضعة أيام حتى لا تستفيد من ذلك حماس والمنظمات المسلحة الأخرى في إعادة ترتيب أوضاعها وتنظيم صفوفها والتقاط أنفاسها.
ولعل تلك المعضلة المزدوجة كانت سبب طول المفاوضات حول صفقة الأسري ومماطلة إسرائيل في الموافقة عليها، خاصة وأن حماس طلبت مع الإفراج عن أسري فلسطينيين في السجون الإسرائيلية زيادة قوافل المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وطلبت أيضا توقف الاستطلاع الجوى الإسرائيلي على قطاع غزة لبضعة ساعات طوال أيام الهدنة حتى لا تتعرض عناصر حماس وهى تخرج الأسري الإسرائيليين للانكشاف ويتم استهدافها فيما بعد.
وبالطبع لا يمكن تجاهل رغبة الأمريكان في إنجاز هذه الصفقة لاضطرار إسرائيل لبحثها مع الوسطاء ومناقشة طلبات حماس فيها.. فإن بايدن تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى له، وهو يحتاج أن يقدم للأمريكيين كإنجاز تحرير أسرى إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية، لعل ذلك يساعده على استعادة بعض شعبيته المفقودة.
وأيضًا لا يمكن تجاهل ضغوط أهل الأسري الإسرائيليين على حكومة نتنياهو في هذا الصدد، والتى تزايدت مؤخرا بعد أن أخفق الاجتياح البرى في تحرير هؤلاء الأسري، وكل ما نجح فيه هو العثور على جثة أسيرة من هؤلاء الأسري قالت حماس إنها قتلت بنيران إسرائيلية، مثلما حدث في قتل أعداد من الإسرائيليين بنيران إسرائيلية أيضا كانوا يشاركون في حفل يوم السابع من اكتوبر، يوم اجتياح حماس مستوطنات غلاف غزة.
