من تحت الركام!
ركام غزةَ الناجم ليس مجرد شاهد صارخ على بشاعة حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل ضد أهالى غزة، لا يوجد تحته أعداد كبيرة من جثث الفلسطينيين التي تعذر إخراجها من تحته، وإنما صار هذا الركام مشكلة للإسرائيليين في شمال غزة التى اقتحموها واحتلوها.. فمن تحت ركام الأبنية المدمرة والمحطمة يخرج مسلحون يصطادون الجنود الإسرائيليين ويقتلونهم.. فهم يعرفون أرضهم جيدا حتى بعد تدمير أبنيتها ومنشآتها.
وبذلك لا تعد الإنفاق السرية التى أقامتها حماس في قطاع غزة هى هاجس الإسرائيليين الآن فقط وإنما أضيف إليها أيضا حطام المباني التى دمرتها إسرائيل بالقصف الجوى والبحرى والمدفعي..
وإذا كان المسلحون في غزة يستخدمون حتى الركام في مقاومتهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي التى اقتحمت قطاع غزة..
فهذا يشير إلى ما تنتظره إسرائيل مستقبلا إذا أصرت على البقاء في أراضي القطاع لنحو العام كما خطط لذلك نتنياهو، ومعه القادة العسكريون لقطع الطريق على السلطة الفلسطينية لتولى مسئولية القطاع ومنع حماس من العودة للسيطرة عليه..
فهذه القوات سوف تواجه بمقاومة مسلحة طوال الوقت، وبالتالى عداد الخسائر البشرية لهذه القوات لن يتوقف عن العمل وتسجيل مزيد من هذه الخسائر.. فلا احتلال لا تقابله مقاومة، وفي مقدور الإسرائيليين أن يسألوا حلفاءهم وداعميهم الأمريكيين عما واجهوه في فيتنام وأفغانستان والعراق..
وفي كل هذه الدول كان الأمريكان يتفقون عسكريا عليها، ومع ذلك لم يحقق لهم هذا التفوق العسكرى نصرا، وقد شاهدنا الانسحاب المذل للأمريكان من أفغانستان مؤخرا ، وتسليمها لطالبان التى شنت الحرب على هذا البلد لتقصيها عن الحكم فيه.