تمديد الهدنة
نقلت وكالة رويترز عن مصادر مصرية أن القاهرة تلقت إشارات إيجابية من حماس وإسرائيل حول إمكانية تمديد الهدنة ليوم أو يومين، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكى بايدن حينما قال إن هناك فرصة لتمديد الهدنة.
وتمديد الهدنة لن يكون من نتائجه فقط تحرير عدد من الأسرى، وإنما أيضا إدخال مزيد من المساعدات للقطاع وأهله ومن بينها الوقود الذى هم في أشد الاحتياج له لدعم تشبثهم بالأرض، وقد يشجع أيضا أعدادا من أهالى شمال غزة على الاستمرار فيها بعد أن تمكنوا من العودة لها بعد سريان الهدنة رغم محاولة القوات الاسرائلية منعهم، خاصة وأنه تم مد شمال القطاع بكميات من المساعدات كما تقضى صفقة الأسرى.
والأكثر من ذلك فإن تمديد تلك المهلة يكون من شأنه التمهيد لوقف دائم وغير مؤقت للنار تحت ضغوط داخلية في إسرائيل وأيضًا بعد بدء إستجابة حكومات غربية للضغوط الشعبية في بلادهم وتبنى مطلب وقف القتال والتوصل إلى هدنة طويلة دائمة تقود إلى حل سياسى للقضية الفلسطينية، وهذا ما عبر عنه كل من رئيسي حكومتي أسبانيا وبلجيكا من أمام معبر رفح المصرى وآثار إستياء حكومة إسرائيل.
فإذا كان يمكن لإسرائيل إستعادة الأسري من مماس بلا حرب أثارت غضبا عالميا ضدها وكلفتها خسائر فادحة عسكرية واقتصادية فلماذا لا تلجأ إلى سبيل الصفقات التى يتم التوصل إليها عبر الوسطاء.. هذا ما سوف تسمعه الحكومة الاسرائيلية من كثيرين داخل وخارج إسرائيل، حتى من تلك الدول التى سارعت بدعمها في شن هذه الحرب بدعوى أنه من حقها الدفاع عن نفسها.
إن هناك في إسرائيل من يرتب لاستمرار الحرب، بعد استئناف القتال، لنحو شهرين، كما أعلن ذلك وزير الدفاع الاسرائيلى قبل بدء الهدنة.. لكن إسرائيل بعد تلك الهدنة إذا إكتملت ولم يوقفها التلاعب الاسرائيلي في قوائم الأسري الفلسطينيين وإيصال المساعدات لشمال القطاع سوف تجد صعوبة في الاستمرار في الحرب بذات النهج الوحشي الذى مارسته خلال ثمانية وأربعين يوما قبل بدء هدنة الأيام الأربعة.