تكريم الراحلين ظاهرة ربما تنفرد بها مجتمعاتنا العربية.. حتى يكاد المرء يعتقد أن الموت يهب أصحاب القبور نفحة إجلال وتقدير ضنّت بها الأيام عليهم حال حياتهم.. وكأننا لا نعرف..
آن الأوان أن تتضافر جهودنا لنتخلص من آفة قديمة متجددة أراها عائقاً حقيقياً لأي نهضة وهي الأمية التي قال عنها المفتي الأسبق د.على جمعة: "وصمة عار علينا جميعاً أن يكون بيننا".
من غير المقبول أن يتعامل المسئول -أي مسئول- باستخفاف مع احتياجات المواطنين ومطالبهم، أو يتعالى عليهم وينسى أنه خادم لهم يحمل أمانة كبرى واجبة الأداء عملاً بمبدأ أصيل كرسه..
استعادة مصر عافيتها مرهون بتنمية البشر والارتقاء بهم تعليمياً وبدنياً ولو أننا فعلنا ذلك من سنوات بعيدة ما وصلنا لتلك الحال، وما وجدنا أخطاء قاتلة وإهمالاً جسيماً في منظومتي..
والحق أقول لقد تحققت بالفعل أشياء كثيرة في حياتنا، شملت النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والتكنولوجية.. ويحدونا أمل عريض أن تستمر تلك الإنجازات حتى يتم تصويب المسار..
إصلاح التعليم والبحث العلمي لا تحصى فوائده ولا تنقضي ثمراته، كما أنه مدخل لا غنى عنه للوصول للناس والجمهور العام عبر الميديا ووسائل الإعلام؛ فمن دون هذا الإصلاح لن يستطيع..
لنا في كورونا أوضح الأمثلة وأقوى البراهين؛ فسباق التنافس للوصول للقاح الفيروس المستجد في معامل شركات الأدوية العملاقة والجامعات العريقة أولاً ثم أولويات توزيع أكثر اللقاحات..
دعونا نتفاءل بالبرلمان الجديد وأن نؤجل الحكم عليه حتى نرى أداءه رأي العين.. يكفي أنه برلمان لفظ المتاجرين بالدين والداعمين للإرهاب وعلينا أن نستفيد من أخطائنا الانتخابية خاصة..
يحدونا الأمل أن يكون النواب الجدد للبرلمان على قدر التحديات الداخلية والخارجية لدولة تحوطها المخاطر من كل جانب، وتحتاج لعمل مضن من الجميع، أن يكونوا هم قدوة الشعب في إنكار الذات و..
نرجو أن يحسن النواب الجدد تقديم أنفسهم في الداخل والخارج وأن يبعثوا برسائل تفاؤل وطمأنة على المستقبل.. فعليهم تنعقد الآمال في تحقيق حياة..
أياً ما تكن ملاحظات أو تحفظات البعض عن ملامح وبيئة تشكيل هذا البرلمان فإن أنظار الملايين تتطلع إلى جلسته الإجرائية الأولى التي تعقد غداً الثلاثاء برئاسة أكبر الأعضاء سناً فريدة الشوباشي ليروا..
أقول لمن تحدث عن ضعف الإقبال على انتخابات مجلس النواب الجديد.. فالإقبال قوة أو ضعف لا يصح اجتزاؤه من سياقه ولا اعتباره مؤشراً على الرضا أو السخط على البرلمان الجديد أو غيره..
الكلمة نور وبعض الكلمات قبور.. مفتاح الجنة في كلمة وقضاء الله هو الكلمة.. الكلمة الطيبة ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات وقد تهوي به إلى الدرك الأسفل من النار.
من دواعي التفاؤل أن مصر بقيادة الرئيس السيسي كانت واعية لكل تداعيات أزمة كورونا مبكراً، فاستعدت لها فمصر قادمة بقوة لتتناسب ودورها التاريخي وعظمة موقعها وحضارتها..
ما قاله البابا تواضروس لا يختلف كثيراً عما سبق أن قاله عالمنا الراحل دكتور مصطفى محمود بأن الفيروس هو التحدي في زمن الغرور. ذلك أن الإنسان تمرد على قوانين الله ونظمه.