فما أراد الله تجويعنا في رمضان إلا لنعرف قيمة ما نرميه في سلال القمامة من أطعمة فاضت عن حاجتنا دون النظر لمن هم في مسيس الحاجة إليها ممن يتضورون أو حتى يموتون جوعاً في شتى أنحاء..
كيف تحولنا بالصيام من قلوب رهيفة تتصدق وتتراحم وتعتدل في طعامها وشرابها إلى قلوب غليظة تسرف وتبذر وتلتهم كل ما يصل إليها حتى باتت أوعية شر وبيتا للداء والعلة، وسببا في الخمول و..
فإذا كنا نمتنع عن المباح في رمضان فكيف بغير المباح.. وكلما تخفف الإنسان من مطالب الجسد ارتقت روحه وخفّت أثقاله وثقلت موازينه .. وفارق هائل بين الحالين.. حال تتطهر فيه النفوس من أوزارها..
التفاف الشعب حول بلده وقيادته لا يحتاج إلى دليل ومن يرد التأكد فعليه مراجعة موقف الشعب ومشاعره ما بين تألمه لجنوح السفينة ثم فرحته الغامرة بنجاح العاملين بالقناة في تعويمها، وشعوره..
الموظف العام وفقاً للدستور هو خادم للشعب، يحمل على كاهله أمانة كبرى سوف يسأل عنها، وقد آن للجميع أن يتحمل أمانته وأن يكون الرئيس قدوته، وأن يترفق بحال ذوي الحاجة والبسطاء، وأن ينصف..
ثمة نقوش فرعونية كتبت على جدران المعابد وفي أوراق البردي تمجد العمل والعدل وتدعو لاجتناب الحرمات وتجسد اعتقاد المصريين بالحياة الآخرة الأبدية بعد الموت. ولقد آمنوا بأن إتقان العمل..
وكم كان الرئيس موفقاً حين اختار توقيت تعويم السفينة في لحظة شدت أنظار العالم أجمع ليعلن شكره وتقديره لكل من أسهم في هذا العمل العظيم من رجال القناة، ويحذر في الوقت ذاته من المساس بحق..
تمكن جيشنا العظيم من عبور قناة السويس واجتياح خط برليف شديد التحصين بفكرة عبقرية بسيطة ابتكرها اللواء الراحل باقي زكي يوسف باستخدام ضغط المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي الهائل..
المصريون أثبتوا من جديد أنهم على قدر المسئولية، وأن القناة التي حفرها أجدادهم بالجهد والعرق والدم ستظل شاهداً على أن الإرادة المصرية سوف تمضي حيث يقرر المصريون كما قال الرئيس السيسي..
الاعتراف بقصور بعض التشريعات يبدو ضرورياً عند الشروع في أي إصلاح؛ فمثل هذه الثغرات اتخذها البعض مطية للإفساد وخدمة لمصالحه، كما صارت المجاملات فساداً أكبر حذر منه الرئيس..
لا مناص من تفعيل الردع الحاسم لكل من يعبث بمرافق الدولة ويعرض حياة مواطنيها وصحتهم للخطر أو يعتدى على نهر النيل ويتسبب في نشر التلوث العابر للمحافظات أو يرتكب مخالفات بناء تحت جنح..
الفساد المقنّع أخطر أنواع الفساد قاطبة.. وهو ما تدركه الحكومة وهي جادة بالفعل في مواجهته.. لكن عليها أولاً أن تطهر صفوفها من كل مهمل أو متقاعس أو مفرط في أمانته، مضيع لمسئوليته..
نعانى أمراضا اجتماعية خطيرة كالإهمال والتسيب واللامبالاة والتهاون في أداء أعمالنا واستحلال ما ليس لنا والتواكل وغيرها من آفات مدمرة تمنع التقدم وتورث التخلف والفقر.. وكم من فاجعة..
عبث البعض ببلف أو فرامل القطار المتوقف ورعونة أو تجاوز سائق القطار المتحرك بقوة طائشة أودت بحياة أبرياء وأصابت آخرين.. والموضوع كله متروك في أيد أمينة وهي النيابة العامة التي تحقق..
كتب الرئيس السيسي على صفحته الرسمية أن كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو فساد أو بسواه سينال الجزاء الرادع دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة..