بل صار يغزو حياتنا!
الغش أقصر الطرق لهدم المجتمعات، وتدمير القيم والأخلاق وفقدان الثقة بين الناس، ومن يمعن النظر في أحوال مجتمعاتنا اليوم يجدها تنطوي على آفات وتعاني من علل مصدرها واحد؛ وهو ضعف الضمير الذي سمح بشيوع الغش والخداع وسوء الأخلاق.
الغش سلوك لا أخلاقي ينطوي على سوء نية أو جهل عظيم، وينم عن شخصية غير سوية وغير ناضجة تتصف بالجبن والقلق والعجز والسلبية والتواكل، وهي فوق ذلك كله لا تأبه بالحلال أو الحرام.
الغش ظاهرة منحرفة تظهر وتزداد مع الأزمات في محاولة لاستغلالها والتربح منها بالمخالفة للشرع والقانون مما يترك أثرًا سلبيًا على مظاهر الحياة الاجتماعية.. ولا يتحقق الغش بداهة إلا بعلم الغاش وجهل المغشوش؛ فإذا كان كلاهما عالمًا بالواقع أو جاهلًا به، أو كان الغاش جاهلًا والمغشوش عالمًا انتفى مفهوم الغش.
وثمة إجماع بين الباحثين ورجال الدين وكل ذي ضمير حي على أن الغش سلوك غير تربوي وغير أخلاقي. فهو يجعل صاحبه في خسران في الدنيا والآخرة، فضلًا عما يسببه من تعاسة نفسية يعانيها كل من سلك هذا الدرب المعتم..