رئيس التحرير
عصام كامل

البطولة الأهم!

سيظل المونديال هو البطولة الرياضية الأهم في العالم.. أرأيتم كيف صار الفيفا بصرامته وإصراره على تنفيذ القانون على الكبير والصغير حكومة عالمية تفوق الحكومات الوطنية فارضًا كلمته على الجميع، مانعًا أي حكومة من التدخل في عمل اتحادها الوطني مهما تكن الذرائع والأسباب.. الأمر الذي يطرح سؤالًا مهمًا يتجدد مع كل كأس عالم جديد: لماذا ينجح الفيفا فيما تفشل فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية؟!


قد يقول قائل إن الفيفا يستمد سلطانه من الشعوب التي وجدت فيه ما افتقدته في مضمار السياسة.. بينما تستمد الأمم المتحدة ومجلس الأمن قوتهما من الحكومات.. في كرة القدم عدالة وشفافية وفي السياسة غموض وتحيز وطغيان ومصالح وفيتو يتمترس خلفه الكبار لفرض مشيئتهم على الآخرين وهو ما أوصلنا لما نحن فيه من كوارث وحروب وغلاء عالمي فاحش وغير مسبوق.. 

 

في كرة القدم تشاهد الجماهير مباريات فرقها على المكشوف وتستطيع الحكم على لاعبيها وحكامها الذين يطبقون قانون الملاعب على الجميع.. أما السياسة فيلفها التكتم والغموض وتطبخ قراراتها خلف الستار وتكيل بمكيالين وتغض الطرف عن خطايا البعض بينما تعاقب بصلف وغرور البعض الآخر كما نرى في مسألة السلاح النووي وفي الأزمة الأوكرانية إذا ما قورنت مثلًا بقضية العرب المركزية؛ مسألة فلسطين.

في كرة القدم المونديالية تمتلك الجماهير تأثيرا قويًا ومباشرًا بالتشجيع في المدرجات وخلف الشاشات بينما في السياسة غالبًا ما يجري تهميش هذا الجمهور..

الجريدة الرسمية