أشعر يا رب وكأن الجبال قد تراكمت على صدري، حتى بات الحمل ثقيلًا جدًا، يرهقني ويثقل خطاي. أشعر بأنني أسير في طريق مليء بالشوك والحجارة، كل خطوة تؤلم، وكل نفس يخرج بصعوبة..
حينما أتأمل في كلماتك، أجد السكينة تتسلل إلى قلبي، أستريح في ظلك، وأدرك أن حياتي بين يديك، وليس في تخطيطي. أتعلم منك أن لا أهتم للغد، أن أعيش اليوم بكل ما فيه من تحديات وأفراح، دون أن أسمح للغد بسرقة سلامي
كم من مرة وقفتُ في صحراء حياتي، أبحث عن نقطة ماء تروي ظمأي، ولم أجد سوى عطش يملأ صدري؟ كم من مرة شعرت أن خطواتي تتثاقل في سيرها، وعظامي تئن تحت وطأة الأحمال الثقيلة؟
أطلب منك ذاك الجزء الذي ينبض بالحياة، الذي يحتوي مشاعرك وأفكارك، الذي هو مركز وجودك كله. لأنك تعلم، يا رب، أنه عندما تمتلك القلب، تمتلك الكيان كله..
في خلال عرض مدته ساعة وتلت أظن بأنني فكرت في أشياء كثيرة، فكرت في كم مرة قررت أن أبتعد عن حضن الله الذي أحبني وأن ابتعد عن كنيسته، ولكن كلما هممت أن أعود وجدت حضنه ينتظرني مفتوحاً بالأبوة والمحبة الصادقة
وفيه نتذكر قصة القديس والشهيد العظيم يوحنا المعمدان الذي كان ميلاده فرحاً وبهجة لأبيه زكريا الكاهن وزوجته أليصابات التي ظلت عاقراً لسنين وأسموه يوحنا لأن الله تحنن عليهم ورحمهم بميلاد النبي..
في اللحظة التي نخشى فيها أن نسير في الحياة بمفردنا دون صديق يهون على قلوبنا، أو سند نلتجيء إليه لنجد الصدر الحنون الذي يضمنا، نجد الله يسير معنا ويقطع بنا طرقاً كنا نحسب إننا لن نقدر عليها..
لماذا أحزن أو أجعل الحزن والآلم والتجربة السيئة مكانا في قلبي، فإن كان القلب الآخر أخرج الشر من قلبه ليؤذيني فيجب على قلبي أن ينسى حتى لا يسكنه الشر ويظل صالحاً كما أحاول أن أبقيه دائماً.
في كل تجربة صعبة نمر بها يكون الله هو الحصن الذي يحمي بنيه والمتوكلون على اسمه، وفي كل لحظة تظلم الحياة في عين أتقياء الرب، يكون هو النور والسراج المنير أمام العارفين اسمه والمنتظرين خلاصه..
إرميا لم ينزل إلى بيت الفخاري ليعظ الآخرين، بل ليتلقى درسًا عمليًا في تشكيل شخصيته. وكما رأى الفخاري الجمال في الفساد، يعلمنا الله أن هناك فرصة للتجديد في كل تجربة قاسية نمر بها في حياتنا..
لمجد ليك في الأعالي والسلام بميلادك يا عالي ومستني فرحة بمجيك تغير فيا حالي
في كل مرة وأنت تصلي وترفع عينيك نحون السماء تأكد أن يديك لن ترجع خاوية، بل سترجع محملة بدموع الفرح بأن الله لم يتركك أو تخلى عنك، حتى وأن بدت الأمور عكس هذا..
عندما نتأمل في صلاة داود النبي وتسليمه لله في التجارب والضيقات، نجد أنه يسلم لله كما الطفل الواثق في أباه الذي يرعاه ويهتم به ويعرف أنه لن يتركه ولن يتخلى عنه بل يعطيه ما يتمناه ويزيده..
قبل أن تنظر لمستحيلات الحياة بعين اليأس، ارفع عينيك إلى الله بروح الأمل والإيمان، روح التصديق بأن الله يقدر أن يفرح قلبك كما أفرح قلب زكريا الكاهن واليصابات زوجته بيوحنا المعمدان..
بشكرك على كل حلو شوفته فيها، وبشكرك على كل مر مريت فيه لكن مكنتش لوحدي كانت نعمتك سانداني ومحافظة عليا زي ما حفظت الفتية وسط الاتون وسندت دانيال في جب الأسود..