رأيت المسيح في درب الصليب
كنت سعيد الحظ أن يدعوني صديقي الموهوب جدًا توني ألفريد لحضور عرض درب الصليب والذي حمل عنوان حبيب الرب والذي هو ثمرة جهد 200 مجتهد وليسوا فقط فنانين من أبناء كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بشبرا.
والتي هي صاحبة ريادة وخطوات فارقة في خدمة الكنيسة والأنشطة منذ زمن طويل منذ أن كان البابا شنودة الثالث مثلث الرحمات يحمل إسم نظير جيد قبل دخوله الدير وأساتذة ومعلمين آخرين.
فالكنيسة هناك صاحبة فضل كبير على جيلنا وعلى كل الأجيال من خلال خدماتها وثمرها المشهود دائمًا، فالمسرح هناك ليس للعروض ولكن للالتحام بالخدمة والدخول للعمق مع الله من خلال أناس كرسوا مجهودهم وخدمتهم ليصلوا لكل انسان وليجعلوا رسالة الله تلمس القلوب وتثمر فيه من خلال عرض متصل.
فأنا في خلال عرض مدته تقريبًا ساعة وتلت أظن بأنني فكرت في أشياء كثيرة، فكرت في كم مرة قررت أن أبتعد عن حضن الله الذي أحبني وأن ابتعد عن كنيسته، ولكن كلما هممت أن أعود وجدت حضنه ينتظرني مفتوحًا بالأبوة والمحبة الصادقة.
كم مرة ظننت أنني مرزول ومرفوض من الناس، ولكن وجدت الحب في الله وفي كنفه وفي حبه الذي لا ينضب ولا ينتهي، وكم مرة لم أفهم تشكيله فيَّ ولكنه كان لمصلحتي وخيري.
في عرض مدته ساعة وتلت رأيت أحداث بين العهد القديم والعهد الجديد متصلين ببعضهم البعض بانسيابية وبرؤية كتابية عظيمة قبل أن تكون فنية مذهلة، وفيه رأيت تجسد لأحداث كنا نقرأها فنسرح فيها متجسدة أمامنا لتلهب قلوبنا وتحركها مع كل كلمة وكل حركة على المسرح.
في ذلك العرض ربما أكثر ما جذبني هو عرض لشخصية السيد المسيح له كل المجد مع أطفال يمثلون أطفال فلسطين الحبيبة في مشهد عبقري يشهد عن دور الكنيسة في القضية وعن مشاعرنا المكلومة تجاه ما يحدث هناك في تلك الرقعة المقدسة التي ولد ومات وقام وصعد فيها مسيحنا الحبيب الى السماء كما أيضًا جذبني مشهد حديث أحد شهداء ليبيا مع أحد الدواعش.
حقًا شكرًا فريق كنيسة القديس العظيم الأنطونيوس على ذلك العرض المبهر، أثبتوا أن المسرح ليس للترفيه أو الهروب من الخدمة، بل هو أيضًا خدمة في حد ذاته عندما يكون برؤية كتابية وكنسية مبهرة، وخصوصًا في وجود اشراف روحي حقيقي من جناب الأب الورع الدكتور القس بيشوي حلمي، أستاذي الغالي وأبي الذي أعتز بأبوته كثيرا، دمتم مبدعين ومثمرين وخدام حقيقين.