صلاح القلب.. بابا حنين (26)
كنت أتحدث مع أحد أصدقاء أخي الأكبر جرجس منذ يومين، وصديقه يدعى ألبير، وجدته يحاول مواساتي فيما تعرضت له من أحد الأشخاص الذي يعرفهم هو أيضًا إذ ذكرني بكلام الكتاب المقدس في إنجيل معلمنا لوقا، حيثما نجد الكتاب يقول: "اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ".
ففكرت لماذا أحزن أو أجعل الحزن والآلم والتجربة السيئيين يحفظون في قلبي، فإن كان القلب الآخر خرج الشر من قلبه ليؤذيني فيجب على قلبي أن ينسى حتى لا يسكنه الشر ويظل صالحًا كما أحاول أن أبقيه أنا دائمًا ولا أقابل الشر بالشر.
ورغم بساطة حديث صديقنا ألبير، وجدت فيه من الحكمة التي من اللازم أن نسير بها في تلك الحياة هي أن نظل محافظين على صلاح قلبنا في حياة انتشرت فيها قلوب ربما لا تحمل تجاهنا غير الشر، سواء في كلماتهم نحونا وتنمرهم علينا وعلى أشياء لا دخل لنا فيها سوى أن الله سمح بها في حياتنا، أو في أفعالهم وافكارهم تجاهنا كإخوة يوسف تجاه أخيهم.
فبساطة صديقي وهو يحاول مواساتي ودموعه التي خانته حزنًا علي رغم أنها كانت ربما المرة الثانية التي ألتقيه فيها منذ سنوات، كانت نابعة من قلب صادق ومحب، مما أشعرني بأن نصيحته هي التي يجب أن تسود وتغلب الموقف، وألا أسلم قلبي للحزن والتفكير في الموقف، بل أن أتجاوز الموقف وأطلب من الله أن يعطي لقلبي وقلب من اسأء إلي بالصلاح.
فيا صديقي مهما بدت الحياة مظلمة ومسكونة بقلوب لا تعرف نحوك غير الضغائن والشر، فلقلبك إله يعرف صلاح قلبك ويحميه، فلا تقابل الشر بشر، بل قابله بالخير كما قابل المسيح الاهانة والبصاق والصلب بطلب المغفرة كما فعل أيضًا من بعده القديس استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء، ولا تنسى أن الله هو من يدافع عنك حتى وأنت صامت لأنه يحبك ولأنك غالي على قلبه.
Instagram: @pwagiih