يد الفخاري.. بابا حنين (24)
عندما نتأمل قصة إِرْمِيَا النبي وزيارته لبيت الفخاري حسبما دعاه الرب إذ قال له: "قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي"، نكتشف دروسًا قيمة في تواضعنا أمام إرادة الله القوية.
إذ يعلمنا الرب أن النزول إلى مدرسة الحياة الروحية يتطلب تواضعًا، فمن خلال مشاهدة الفخاري يدرك إرميا أن تشكلنا يحتاج إلى تجربة التشوه والتجديد. وكما جعل الفخاري الآنية جميلة، يُذكِّرنا الله أنه يستطيع تحويلنا وتجميل حياتنا حتى في أصعب الظروف.
إرميا لم ينزل إلى بيت الفخاري ليعظ الآخرين، بل ليتلقى درسًا عمليًا في تشكيل شخصيته. وكما رأى الفخاري الجمال في الفساد، يعلمنا الله أن هناك فرصة للتجديد في كل تجربة قاسية نمر بها في حياتنا اليومية وعشرتنا الروحية مع الله.
إذا كنا نطلب من الله توجيهنا، علينا أن ندرك أن الله سيأخذنا بيد قوية ويحولنا كما يرى ويصنع منا أواني جديدة طاهرة وقابلة للتجديد، كما يقال في قسمة يا حمل الله للقديس كيرلس: "صيرنا هياكل مقدسة لحلولك وأواني مطهرة لقبولك لكي بذوق لحمك نؤهل لذوق نعمتك وبشرب دمك نؤهل لحلاوة محبتك".
وفي نفس قصة ارميا النبي وبيت الفخاري، يسأل الرب كل شخص فينا: "أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهذَا الْفَخَّارِيِّ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هكَذَا بِيَدِي يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ".
يتطلب منا الرد على هذا السؤال أن نقبل أن نطرح أنفسنا بتواضع أمام إرادة الله، وأن نسمع كلمته ونسمح له بتشكيلنا.
إذا كنا كالطين بيد الفخاري، نكون مستعدون لتحول حياتنا وأن نكون آنية جديدة بيد الرب القادرة أن تخلق منا صورة أجمل وأفضل.
Instagram: @PWagiih