نداء القلوب
افتقد قلبي
يا رب، كم مرة وجدت قلبي محاصرًا بين جدران ضيقة، تتزاحم فيها الهموم والأحزان، حتى بات التنفس في هذا الضيق كأنه صراع من أجل البقاء. أحاول أن أتحرر من هذه الأغلال، أن أبحث عن متنفس بين زوايا الحياة، لكنني في كل مرة أجد نفسي أكثر انحصارًا، وكأن العالم كله يتآمر عليّ ليضيق الخناق على قلبي.
أشعر يا رب وكأن الجبال قد تراكمت على صدري، حتى بات الحمل ثقيلًا جدًا، يرهقني ويثقل خطاي. أشعر بأنني أسير في طريق مليء بالشوك والحجارة، كل خطوة تؤلم، وكل نفس يخرج بصعوبة. كم من مرة تمنيت أن أجد منفذًا، أن أرى نورًا في نهاية هذا النفق المظلم، ولكن الظلمة ازدادت كثافة، وكأنها تسلب مني كل أمل في النجاة.
ولكنني يا رب، في أعماق هذا الضيق، أجد نفسي أتوجه إليك. أنت يا من تسع كل الكون بحبك، لا بد أن تجد في قلبك مكانًا واسعًا لقلبي الضيق. أرفع إليك صرختي، وأنتظر برحمتك، أن تفرج ضيقات قلبي، أن تأخذ بيدي وتخرجني من هذه الشدائد التي تكاد تسحقني.
أعلم يا رب، أنك قد سمحت لي بأن أمر في هذا الوادي الضيق، ليس لكي تهلكني، بل لكي تقودني إلى بر الأمان، لكي تريني أنك وحدك القادر على أن تفتح أمامي أبواب الخلاص. قد تبدو الأمور محبطة ومظلمة، ولكنني أؤمن أنك تعمل حتى في وسط هذه الظلمات، وأنك تجهز لي طريقًا لم أكن لأراه بدون هذه التجارب.
أنت يا رب، تعرف كل ضيقة تمر بقلبي، تعرف مدى الألم الذي يعتصرني، وتعلم تمامًا كيف تشفي هذا الجرح العميق. أتي إليك بكل ما يثقلني، وأثق أنك ستفرج عني، ستجعل من قلبي الذي ضاق بالهموم، قلبًا يتسع بالفرح والسلام الذي لا يفنى.
أنت يا رب، من يستطيع أن يحول هذا الضيق إلى فرج، وهذه الشدائد إلى بركات. لأنك إله التعزية، إله الخلاص، وأنت وحدك من يستطيع أن يرفع عني هذا الحمل الثقيل، ويقودني إلى مراعي الأمان.
ففي كل مرة أشعر بأن الضيق يزداد، سأرفع عيني نحوك، وسأدعوك بثقة، لأنني أعلم أنك لن تتركني في هذا الوادي وحدي. ستفتح لي طريقًا، ستقودني إلى مكان أوسع، حيث لا ضيق ولا ألم، بل فرح وسلام بوجودك.
أفرج ضيقات قلبي يا رب، وأخرجني من هذه الشدائد، لأعود لأغني لك أناشيد الحمد والشكر، لأني أعلم أنك لم تتركني، بل كنت معي في كل لحظة، تمسك بيدي وتقودني إلى الفرج.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih