نداء القلوب
صورة حب
يا رب، أنت تعرف كم يصعب علينا أن نبارك من يضطهدنا، من يؤلمنا ويجرحنا، فالقلب يمتلئ بالحزن والألم، ويكاد يميل إلى الغضب والرغبة في الانتقام. كيف يمكنني أن أنظر إلى من آذاني بعين الرحمة، وأصلي له بدلًا من أن أستسلم لمشاعر الضغينة؟
لكنني أتذكر كلماتك يا رب، التي تعلمني أن "بَارِكُوا عَلَى ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلَا تَلْعَنُوا" (رومية 12: 14). يا لها من دعوة إلى المحبة التي تتجاوز حدود المنطق، محبة تُطفئ نار الكراهية وتُبدد ظلام القلب.
أفكر، يا رب، كيف أنك تبارك حتى من يرفضونك، كيف تُشرق شمسك على الجميع، وتُمطر بركاتك على الصالحين والأشرار، وتفتح باب الرحمة لكل من يعود إليك. أدرك حينها أن دعوتك لي إلى مباركة أعدائي ليست ضعفًا، بل قوة تنبع من قلب يعرف قيمة السلام، قلب مليء بالعطف والرحمة.
يا رب، امنحني قلبًا يشبه قلبك، قلبًا يعرف كيف يصلي لمن أساء إليه، وكيف يرى في كل إنسان فرصة للمغفرة والتغيير. علّمني أن أغفر حتى عندما لا أجد مبررًا، وأن أرفع أعدائي أمامك بصلواتي، طالبًا لهم الرحمة والهداية.
أعلم أن هذا الطريق ليس سهلًا، ولكنه طريقك الذي اخترته لنا. فأنا عندما أبارك من يضطهدني، أرتفع فوق آلامي، وأقترب أكثر من صورتك، صورة المحب الذي لا يحقد ولا يرد الإساءة بإساءة. بهذه البركة، يا رب، أنال أنا أيضًا سلامًا داخليًا، حرية من عبء الكراهية، وقوة تعينني على العيش بروحك التي فيّ.
ساعدني، يا رب، أن أسير في هذا الطريق، وأن أكون شعاع محبة في وجه كل عاصفة، بركة في وسط عالم يمتلئ بالصراعات، رمزًا لرحمتك التي تتسع للجميع.