رئيس التحرير
عصام كامل

نداء القلوب

كفاية النهارده

يا رب، في كل مرة يثقل فيها قلبي بهموم الغد، أجد نفسي أسرح في خبايا المستقبل، أتساءل كيف سأجتاز الأيام التي لم تأتِ بعد، وكيف سأواجه المصاعب التي قد تحل. أخاف مما قد يحدث، وأقلق بشأن ما لا أستطيع التحكم فيه، وكأنني أعيش في سجن صنعته بيديّ، سجن القلق والخوف من المجهول.

لكنني، يا رب، حينما أتأمل في كلماتك، أجد السكينة تتسلل إلى قلبي، أجد نفسي أستريح في ظلك، وأدرك أن حياتي بين يديك أنت، وليس في قدرتي أو تخطيطي. أتعلم منك أن لا أهتم للغد، أن أعيش اليوم بكل ما فيه من تحديات وأفراح، دون أن أسمح للغد بسرقة سلامي.

كم مرة سمحت للغد بأن يغزو أفكاري؟ كم مرة نسيت أنني في كل صباح أستيقظ على بركة جديدة من عندك، تكفيني لأعيش هذا اليوم؟ يا رب، أعترف أنني أضع نفسي في هموم لا وجود لها، أسجن نفسي في قلق لا يفيد، وأنسى أنك أنت المسيطر على كل شيء، أنك أنت من يسير الأمور بحكمتك ومشيئتك الصالحة.

يا إلهي، علمني كيف أعيش في حاضرك، كيف أثق بأنك ستكون معي غدًا كما كنت معي اليوم. أعطني قلبًا يعرف كيف يسلمك كل شيء، قلبًا لا يهتز أمام الرياح العاتية، قلبًا يثق أن لكل يوم رحمة من عندك تكفيه. علمني أن أثق أنك تعرف كل احتياجاتي، وأنك لن تتركني أبدًا، حتى في أوقات الشدة، ستكون معي، تمسك بيدي وتقودني في الطريق الصحيح.

حينما أتذكر كلماتك، يا رب، أجد السلام يسكن في داخلي، وأدرك أن الغد لن يأتي بما يفوق قدرتك، وأن شر هذا اليوم هو ما تحتاجني أن أواجهه، وأنك ستعطيني القوة والنعمة الكافية لمواجهته. فأنا لن أهتم بما لم يحدث بعد، لن أعيش في ظلال المخاوف، بل سأعيش في نور حضورك الآن.

يا رب، ساعدني أن أكون دائمًا في حالة من التسليم لك، أن أعيش كل يوم كهدية منك، دون أن أخاف مما قد يأتي به الغد. لأنك أنت من يمسك بمفاتيح الزمن، وأنت من يعرف ما هو الأفضل لي في كل حين.

اجعلني، يا رب، أعيش اليوم بسلام وثقة فيك، وأدع الغد بين يديك. أعطني قلبًا ممتلئًا بالسلام، يعرف كيف يثق بك، ولا يدع القلق يأسره. لأنني فيك، يا رب، أجد الراحة الحقيقية، وأعلم أن غدي في أمان بين يديك، وأنه مهما كان ما سيأتي، فأنت ستكون معي، تمسك بيدي، وترشدني في الطريق الذي يجب أن أسير فيه.

 

في كل مرة، يا رب، أشعر فيها بأن الغد قد يثقل كاهلي، سأعود إلى كلماتك، سأترك كل مخاوفي عند قدميك، وأعيش في السلام الذي تمنحني إياه. سأثق أنك ستوفر لي ما أحتاجه، وأنك ستكون معي في كل خطوة، حتى أستطيع أن أعيش حياتي بكل ملئها، غير مهتم بالغد، مطمئنًا في رعايتك الأبدية.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية