تماسك الجبهة الداخلية مرهون دائمًا بوعي كل فرد بما عليه، ولن يتأتى ذلك إلا عبر إلمام كل واحد بقضايا أمته وشأنها العام وشواغلها وهمومها حتى يتكون في الأخير إدراك جمعي كامل بخطورة ما يجرى حولنا..
معركتنا مع التطرف والإرهاب فكرية بالأساس، تقتضي أن نشتبك مع الفكر الضال المتطرف والمتجذر في بيئة لم تقاومه بطريقة صحيحة منذ عقود، ولا سبيل لاستئصاله إلا بجهد وعلم وتوعية..
لا سبيل لإصلاح الفكر المنحرف أو المتطرف إلا بفكر أقوى منه حجة وأكثر إقناعاً وتأثيراً.. فأخطر ما تواجهه مجتمعاتنا هو رياح التشويش والتشويه التي تعصف بكل قيمة وتهدر كل رمز فلا يبقى بعدها ثوابت ولا قيم..
النظام الجديد للثانوية العامة لا يزال محل تقييم فإما أن يكون إصلاحاً حقيقياً أو مراوحة في المكان دونما أي فعالية حقيقية.. لكن ما نرجوه حقاً أن تتحرر العقول من النمطية التعليمية ومن الحفظ والتلقين..
من أسباب تراجعنا في التعليم فيما مضي أننا كنا نرضخ لضغوط جماعات رفض من مصلحتها أن يبقى تعليمنا متردياً يراوح مكانه بلا جدوى وهو ما أدركه الرئيس السيسي فجعل التعليم كما الصحة في صدارة أولوياته..
السؤال المهم: كيف سنغير واقعاً في تعلمنا درج عليها أبناؤنا منذ الصغر واعترف المتفوقون منهم بأنهم اعتمدوا عليها بصورة أساسية ازدادت مع ظروف كورونا والتزام كثير منهم منازلهم تحاشياً لظروف الوباء..
وحسنًا ما فعلته «التربية والتعليم» بحجب نتائج طلاب تسربت لذويهم فى غفلة قبل إعلان النتيجة رسميا، وهو ما يعنى أن ظاهرة مرذولة كانت تسمح بتسريب نتائج آلاف الطلاب من الكنترول فى طريقها للزوال.
صحيح أن بعضنا لم يتعود على هذا النظام بعد وربما لم يألفه أو يتجاوب معه لأسباب عديدة منها ما هو تقني يجري تطويره ومعالجة قصوره، ومنها ما هو تربوي وفني.. لكن منذ متى يجد الجديد طريقه نحو التطبيق بلا معوقات أو اعتراضات..
حسناً فعلت وزارة التعليم حين قررت أن يكون حضور الطلاب لمدارسهم وجوبيًا في العام الدراسي الجديد، وهو ما نرجو أن يعالج أو يحد من تغول الدروس الخصوصية التي تلتهم معظم دخول الأسر المصرية..
أحكام القضاء عنوان الحقيقة ونبراسها؛ ويجب احترامها والالتزام بما قررته بشأن الجماعة الإرهابية ومن ينتمون إليها الذين يستغلون الدين للترويج لجماعة متطرفة بقصد إثارة الفتن..
وعى الشعب هو السلاح الأمضى في أي معركة، وأول درجات هذا الوعي هو كشف ألاعيب تلك الجماعة وجرائمها باستمرار لإسقاط الأقنعة عنها وعن المتلونين من خلفها والذين رضوا بأن يبيعوا أنفسهم لقاء حفنة دولارات..
هل ننسى ما قاله الرئيس السيسي لدى افتتاحه أحد المشروعات القومية العملاقة حين وصفهم بالمخربين، قائلاً:" يا ريت تبقوا زينا في مراعاة ربنا لكنكم تدمرون وتخربون الشعوب".
ظني أن جماعة الإخوان لو إستمرت فيما كانت تخطط له في مصر لقلنا على الدول العربية الأخرى السلام لكن سقوطها هنا جعل سقوطها هناك نتيجة حتمية متسقة تماماً مع تجربتها المريرة على أرض المحروسة..
مهما ادعت من نشر الديمقراطية ومحاربة الإرهاب والحفاظ على حقوق الإنسان لكن الواقع يقول إنها - أي أمريكا– راعية الإرهاب في العالم.. أمريكا اعتادت أن تخلق مناطق متوترة من أجل مصلحتها ونشر الفوضى في أماكن أخرى من العالم..
تبين للناس حقيقة تلك الجماعة الإرهابية.. وقد سقط مشروعها السياسي سقوطاً ذريعاً في مصر وتونس، أسقطتهم الجماهير بعدما كشفت زيفهم وخداعهم وما تنطوي عليه نفوسهم من حقد وغل وكراهية وعنف وإرهاب..