هل سيعود العالم بعد 7 أكتوبر إلى ما كان عليه قبله.. هل يمكن الثقة في المنظومة الدولية وخصوصًا مجلس الأمن الذي فشل وعجز عن وقف إطلاق النار في غزة على مدى أسابيع؟!
السؤال المهم: ماذا حققت إسرائيل بعد 40 يومًا من العدوان الهمجي والإبادة الجماعية واستهداف المستشفيات في غزة.. هل أسقطوا مقاوماً واحدًا من حماس أو الجهاد.. هل توصلوا لنفق واحد؟!
لا يبدو في الأفق أن نتنياهو سيتوقف عن جرائمه؛ فمثل هذا التوقف سيدفع به حتماً إلى السقوط السياسي، وإلى غياهب السجون بتهم عديدة أقلها الفساد وأكبرها توريط الاحتلال في حرب خاسرة..
المجتمع الدولى وفي القلب منه أمريكا وأوروبا شركاء في سفك دماء الأبرياء حين رفضوا أي هدنة إنسانية، وارتضوا ب جرائم حرب عنصرية تنسف كل دعاوى الزيف والبهتان التحضر وحقوق الإنسان التي طالما صدعونا بها..
قررت القمة العربية الإسلامية في بيانها الختامي كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وفرض إدخال مساعدات إنسانية تشمل الوقود على الفور، وأدانت أي محاولات لتهجير الفلسطينيين..
إسرائيل ربيبة الغرب وأمريكا المتحضرة الراعي العالمي لحقوق الإنسان، تبيد الأطفال والنساء والمرضى بلا رحمة، وتصر على إخلاء مستشفيات غزة من المرضى بدعوى أنها مراكز تؤوي المقاومة وقادتها..
إنْ كنتَ قد خرجتَ من الحرب بذات القلبِ الذي دخلتها به فأنتَ تحت الأنقاض وإن بدا لكَ عكس ذلك! وإن لم تكن الحربُ غيرَّت فيكَ شيئاً من قناعاتك فقد دفنوكَ وأهالوا عليكَ التراب..
الحزن إذا كان شعورا عارضًا أو مستداما لبعض الوقت نظراً لجسامة وهول ما يجرى مثلاً في غزة المنكوبة بإجرام الاحتلال الإسرائيلي فهذا يخرج عن إرادة الإنسان ولا يلام عليه، أما إذا استسلم له فهو يؤذى صاحبه..
يبدو طبيعيًا أن يشعر الناس بالحزن ليس هنا فقط بل خارج هنا أيضًا؛ فكل نفس سوية لابد حتماً أن تتألم لما تراه من مشاهد قتل ودم ودمار يرتكبها معدومو الضمير وفاقدو الإنسانية..
ها هى الأمم المتحدة تمضى خطوة أبعد وأكثر جرأة حين كشفت عن البدء في جمع أدلة حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في قطاع غزة؛ تمهيدًا لمحاكمات محتملة لأعضاء حكومة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل..
الأمر في حاجة لوقفة وتصحيح مسار وتغيير ثقافة تقليدية أوصلتنا لما نحن فيه من تخلف وضيق أفق فيما يخص خياراتنا التعليمية على وجه الخصوص..
قرار الأمم المتحدة رغم أنه غير ملزم فإنه يمثل دعمًا أدبيًا ومعنويًا كبيرًا للشعب الفلسطينى في غزة، ويمثل بدرجة أو بأخرى إدانة دولية لما تفعله إسرائيل من قصف وحشي..
الاختلاف ليس معناه الخلاف والخصام والعداء، بل هو تنوع يفضي إلى التكامل، وهو شيء إيجابي إذا ما أبصرناه من هذه الزاوية؛ فما تصلح له أنت، لا يصلح بالضرورة له غيرك، وما يضايقك قد لا يضايقني..
إسرائيل وأشياعها من دعاة حقوق الإنسان والحريات لا يعبأون بمباديء القانون الدولى ولا اتفاقيات جنيف إذا تعلق الأمر بانتهاكات حقوق العرب.. حيث ينكرون حقوق المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة..
البعض يرى أن انتصار المقاومة يعنى هزيمة مشروع الغرب الاستعماري في المنطقة الذي زرع الكيان الإسرائيلي في أرض عربية بوعد بلفور عام 1917، وهو احتلال عنصري لا مثيل له على ظهر الكوكب!