يكذبون حتى صدقوا أنفسهم!
هناك أقلام جادة تتدفق بمعانٍ عميقة وأفكار جادة تحمل الهم العام وأوجاعه على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ومنها ما كتبه أدهم شرقاوي على منصة إكس أنقل لكم بتصرف بعضًا من سطوره الموحية التي نحتاج لمثلها في مواجهة هذه الأيام الصعبة..
يقول أدهم: "إنْ كنتَ قد خرجتَ من الحرب بذات القلبِ الذي دخلتها به فأنتَ تحت الأنقاض وإن بدا لكَ عكس ذلك! وإن لم تكن الحربُ غيرَّت فيكَ شيئًا من قناعاتك فقد دفنوكَ وأهالوا عليكَ التراب من حيث لا تدري!
إزدواجية الغرب
هذا العالم كذَّاب أَشِر، سخيفٌ ومتناقض، يُخفي عفنًا تحت إنسانيَّةٍ مُدَّعاة! سيخبرونك أنَّ الدَّببة القطبيّة في خطر، وأن عليكَ أن تقلق وإلا فأنتَ منقوص الإنسانيّة! وسيحدثونك أن فرقة من جيشً أشقرٍ ما قد لازمت الشاطئ تحرسه حتى تفرغ السَّلاحف من وضع بيوضها، وعليكَ أن تُصفَّقَ لهذه الرَّحمة الباردة وإلا فأنتَ قاسٍ!
وسيحدثونكَ أن طبقة الأوزون ما زالت مثقوبة وأنَّ عليكَ أن تُسهم برتق ثقبها ولو كلّفكَ الأمر أن تأخذ إبرة أمك وخيطها وتستأجر صاروخًا فضائيًا وتتوجه لخياطته وإلا فأنتَ تُعاني نقصًا في التضامن مع إخوتك البشر، ولا تحفل بمستقبل الأجيال القادمة! فإن حدث هذا فابصِقْ في وجوههم وأخبرهم أنهم كذَّابون!
أخبرهم أنَّ حياة أطفال غزّة أهم من حياة الدَّببة القطبيّة، وأنهم منافقون حين سكتوا عن طائرات الاحتلال الحربيَّة وهي تبيدهم، بل هو من شجَّعه وأطلق العنان لجرائمه! وحين يحدثونك عن حقوق الطفل اخلَعْ حذاءكَ وارمهم به، من لم يكترث بحياة الأطفال من الأساس فليس له أن يُحاضر في حقوقهم!
وإن حدَّثوكَ عن حرّية المرأة وحقوقها فاصفعهم على وجوههم، الكذابون كان يتفرَّجون على نساء غزّة وهُنَّ يتطايرنَ أشلاءً! أرجو أن تكون قد فهمتَ أنهم لا يعنيهم من حرية المرأة إلا ما تعلّق بخلع الحجاب، وأفكار النسويَّة المريضة، هذه هي قضيتهم، وما عدا ذلكَ فالمرأة هدفٌ مشروع للقذائف!
وإن حدَّثوك عن حُريّةِ التعبير فقل لهم إخرسوا! ألم يقطعوا الإنترنت عن غزّة لتُباد بلا شهود عيان؟! ألم يحذفوا منشوراتنا، ويُغلقوا حساباتنا في مواقع التواصل؟! إنَّ حرّية التعبير عندهم هي أن تُعَّبرَ عمَّا يُؤمنون به، أما ما خالف أهواءهم فهو صوت نشاز يجب أن يتمَّ إسكاته!
وأقول: إن حدّثوك عن حقوق الإنسان.. فقل لهم إنها كذبة تريدون بها ابتزاز الدول والشعوب المستضعفة؛ ذلك أنكم لا تعبأون إذا ما تعارض الأمر مع مصالحكم بأهم حقوق البشر وهو الحق في الحياة.. الحق في الأمن.. الحق في الغذاء والدواء والصحة والوطن.
لقد انكشفت دعاواكم الزائفة فلا تحدثونا عن الحضارة والمدنية والقانون الإنساني الدولى، ومنع الانتشار النووي الذي هدد وزير إسرائيلي باستخدامه لإبادة غزة بالكامل، دون أن تصدر المنظمة الدولية للطاقة النووية بيانًا تطلب فيه السماح بالتفتيش على مفاعلات تل أبيب النووية، وهى التي أقامت الدنيا ولم تقعدها منذ عقود على العراق الذي جرى تدميره بدعاوى واهية.. كفوا عن الازدواجية المعايير فقد سئمنا معاييركم وضلالكم المبين.