رئيس التحرير
عصام كامل

عقاب جماعي.. غياب عربي.. ونفاق غربي!

قادة الغرب وآخرهم ماكرون رئيس فرنسا الذي زار تل أبيب أمس.. لايزالون يختصرون المشهد الدامي في الأراضي المحتلة في دعم إسرائيل واستعادة ما يزعمون أنهم مخطوفون لدى المقاومة الفلسطينية، دون أن يكلفوا أنفسهم الإشارة إلى ضرورة وقف العمليات العسكرية لوضع نهاية لوضع كارثي في غزة...

 

تسبب في قطع شرايين الحياة عنها؛ من مياه وكهرباء وغذاء ودواء مع استمرار الترويع الإسرائيلي الذي وصفته منظمات حقوقية غربية (منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش) بجرائم حرب في حق شعب أعزل يريد الحياة بينما تقتل إسرائيل الحق في الحياة بغطاء غربي بغيض!

  
البعض يرى أن انتصار المقاومة يعنى هزيمة مشروع الغرب الاستعماري في المنطقة الذي زرع الكيان الإسرائيلي في أرض عربية بوعد بلفور عام 1917،  وهو احتلال عنصري لا مثيل له على ظهر الكوكب!


هيومان رايتس قالت على صفحتها العربية بتويتر (إكس) إن الحكومة والجيش الإسرائيلي يمارسان العقاب الجماعي والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة بلا هوادة، مطالبة بضرورة مواجهة هذه الجرائم الجماعية بحزم؛ مؤكدة أن حجم النفاق الغربي في تأييد المذابح غير مسبوق، ومثل هذا الخذلان سيكون له تبعات خطيرة على السلم والأمن الدوليين وثقافة حقوق الإنسان في العالم كله..


ثم تضع هيومان رايتس أيدينا على حقيقة يصر للأسف بعضنا على التعامي عنها؛ وهي أن الغرب جعل  إسرائيل فوق القانون لأنها باختصار ليست إيران ولا روسيا ولا الصين.. فما بالك بمقاومة محدودة العدة والعتاد والنفوذ!

جرائم حرب


وتعترف هيومان رايتس بأن هذه جرائم حرب كاملة الأركان والقادة الغربيين ليسوا أبرياء إنما أياديهم ملطخة أيضا بالدماء..

في ‎أوكرانيا، أيّدت الولايات المتحدة وحكومات أوروبا مبادئ قانون الإنسان الدولي التي تحمي الحياة عن وجه حق، وندّدت بما رأته انتهاكات صارخة ترتكبها ‎موسكو.. لكنها لم تفعل ذلك مع الهجمات العشوائية، والقتل غير القانوني، والإعدام خارج القضاء، وقطع الكهرباء والمياه، والتعذيب الذي تمارسه آلة القمع والاحتلال الإسرائيلي.

 

رد فعل واشنطن، ومعظم العواصم الأوروبية، على أفعال ‎إسرائيل في ‎غزة منذ 7 أكتوبر كان صامتا.. ثم تتساءل تلك المنظمة الحقوقية: أين إدانة  16 عاما من الحصار الذي يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي؟ 


أين الغضب من تصريحات القادة الإسرائيليين بقصف أكثر كثافة لهذه المنطقة المكتظة بالسكان؟
أين هي الدعوات الواضحة والصريحة الموجهة إلى ‎إسرائيل لاحترام المعايير الدولية؟
 

لقد سارعت ‎أمريكا والدول الأوروبية إلى إدانة الهجمات التي قادتها ‎المقاومة ضد ‎إسرائيل، ودعوا إلى محاسبة وإطلاق سراح الرهائن.. فهل ينطبق القانون الإنساني الدولي على المقاومة فقط أم ينبغي أن ينطبق على جميع الدول بلا استثناء.. وهل ما فعلته المقاومة بجيش الاحتلال يبرر الجرائم الوحشية على المدنيين والشعب الفلسطيني الأعزل!


ثم أين الإعلام الغربي مما ترصده منظمات حقوقية غربية من خروقات اسرائيلية وحرب إبادة وما تسوقه من أدلة دامغة على ارتكاب جرائم حرب في هجمات إسرائيل مع  تكثيف قواتها لهجومها الكارثي المحتمل على قطاع غزة.. 

 

ووهو ما توثقه منظمة العفو الدولية بقولها: “وثقنا ارتكاب القوات الإسرائيلية هجمات غير قانونية، من بينها غارات عشوائية، تسببت في سقوط أعداد كبيرة في صفوف المدنيين، ويجب التحقيق فيها على أنها جرائم حرب”..

 

فمتى يستيقظ ضمير العالم ليقف في وجه قادة الاستعمار الجدد الذين لم يكفهم ما فعله أجدادهم بالمنطقة من نهب وقتل وسطو وطمس للهوية حتى يأتوا ليستكملوا مسلسل التدمير والتخريب.. أما العرب فموقف بعضهم أسوأ بكثير من موقف قادة الغرب أنفسهم.. 

 

 

لأنهم ساووا بين الجلاد والضحية وتعاموا بإصرار عن حجم الجرائم الإسرائيلية منذ عقود بحق الفلسطينيين والعرب أصحاب الأرض والقضية والحق.. ولم يسألوا: ماذا ستفعل تل أبيب ربيبة الغرب حين تفرغ من القضاء على المقاومة الفلسطينية ببقية الشعوب العربية.. أليست تلك المقاومة حائط الصد الأول عن المقدسات والأرض والعرض والشرف العربي.. صدقوني.. ما يحدث لنا نستحقه  في ظل تشرذمنا وتفرقنا.. وانتظروا  المزيد!

الجريدة الرسمية