أسئلة منسية على هامش قمة منتهية!
تأخرت القمة العربية الإسلامية كثيرًا.. لكن أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي أبدًا.. هذا هو لسان حال الشارع العربي والإسلامي الذي تابع بشغف وأمل مخرجات القمة العربية الإسلامية في الرياض والتي جمعت أكثر من 50 دولة و3 منظمات إقليمية ودولية.. توقعنا أن تكون القرارات أكثر حسمًا وإلزامًا لإسرائيل وأمريكا لوقف آلة الحرب الجبارة التي تأكل الأخضر واليابس في غزة.
صحيح أن القمة العربية الإسلامية قررت في بيانها الختامي كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وفرض إدخال مساعدات إنسانية تشمل الوقود على الفور، وأدانت أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، أو خارج القطاع والضفة الغربية والقدس، وطالبت مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم لوقف الهجوم الإسرائيلي المستمر بلا هوادة على المدنيين..
لكن القمة لم تقل لنا كيف سيتم كسر هذا الحصار.. ولا كيف سيتم منع التهجير.. وما الذي سيحمل مجلس الأمن على تجاوز الفيتو الأمريكي أو الفرنسي أو غيره من المضادات الغربية في ذلك المجلس الظالم تشكيله للإنسانية كلها؟!
منع تصدير النفط لإسرائيل
أما ما يخص محاكمة قادة الحرب الإسرائيليين أمام الجنائية الدولية.. فمن ذا الذي بإمكانه أن يجبر تل أبيب على الامتثال لتلك المحكمة؟! ثم ألم يكن حريًا بالقمة أن تلزم نفسها بمنع تصدير النفط لإسرائيل والغرب والتلويح بتصعيد التهديد بقطع العلاقات مع الكيان ووقف التطبيع الذي لم يعد له لزوم ولا يجد قبولًا في الشارع العربي.. قبل أن تطالب غيرها بمنع تصدير السلاح لتل أبيب؟!
صحيح أن كلمات القادة في القمة تعكس حدًا أدني من التضامن والالتفاف حول حل الدولتين كمبدأ حاكم في مداولاتهم، والتركيز على إدانة العدوان، كما كان مهمًا ما قاله الرئيس السيسي في كلمته التى أكد فيها أن ضبط النفس غير مضمون وقد تفلت الأمور مع زيادة العدوان..
إذا كان الأمر كذلك فإننا ينبغى النظر لظروف إسرائيل المتدهورة في الميدان وفي الجبهة الداخلية ويكفينا إطلالة سريعة أو متأنية لما تكتبه صحافتها أو تتناقله فضائياتها؛ فهذا مثلا المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ناحوم برنياع يقول: للأسف الشديد، لا يوجد انتصار في الأفق. وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود.
حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يوما كاملا نتوغل على محورين، ثم فاجأتنا، على ما يبدو بقوات النخبة، جثث جنودنا في شارع النص، وعلى الطرقات.. يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب، أو الموت المذل..
والسؤال: لماذا لا يستثمر العرب مثل هذا التراجع الإسرائيلي ليحسموا أمرهم ويحقنوا دماء أهلنا في غزة.. ماذا تنتظرون.. هل تنتظرون حتى تفيق تل أبيب وتستعيد توازنها بفضل مواقفنا الضعيفة لتلتهم أراضى دولنا قطعة قطعة.. هل يصح أن تكون مواقفنا اقل قوة من دول أمريكا اللاتينية التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل رفضًا لما ترتكبه من جرائم حرب في غزة.. ماذا تنتظرون يرحمكم الله؟