اختاروا صح!
الارتقاء بالوعي وبناء الإنسان المصري مهمة أساسية للإعلام لا تنفك عنه، بوصفه أداة تنوير ورقابة وعين للشعب حتى على البرلمان ومن قبله الحكومة -أي حكومة-، ولا يخفى أن الإعلام هو صانع الرأي العام وبوصلته، به يهتدى الناس في ظلمة الشائعات والأكاذيب المسمومة التي تستهدف زعزعة الثقة وفك الارتباط بين الشعب وقيادته!
والسؤال: كيف يتحقق ذلك الهدف الكبير وإعلامنا بهذه الحالة البائسة؟ ولعلي هنا أوافق الدكتور حسن على أستاذ الإعلام فيما طرحه على صفحته على فيس بوك، بأنه بات مطلوبا ترتيب البيت الإعلامي أولا.. وبسرعة.
مطلوب إزاحة وجوه تصدرت المشهد الإعلامي وهي لا تحظى بالقبول ولا الرضا الجماهيري..
والإصرار على تصدر هذه الوجوه للمشهد وتبني الخطاب الإعلامي الرسمي تدمير لمصداقية الإعلام في أصعب مراحل تمر بها البلاد!
إعادة هيكلة مؤسساتنا الاعلامية المسموعة والمرئية والإلكترونية ضرورة عاجلة.. لا تنتظر تماحيك أخرى. كل تأخير في قرار تنظيم الإعلام المصري وضبطه مهنيا ومؤسساتيا.. معناه مزيد من الفشل والخسائر المالية..
كيف خسر ماسبيرو؟ وكيف تم تدمير هيئة الاستعلامات؟ والسؤال هنا للدكتور حسن.. هذا التخريب في مؤسسات إعلام الدولة بحاجة لوقفة ومحاسبة.. بحاجة لمديرين لديهم الخبرة والرؤية والفهم للأدوار ومراحلها وتوقيتاتها..
ملف الإعلام المصري لازم يفتح وينظف ويطهر ونبدأ على سليم.. لازم نعطي العيش لخبازه ونزيح الأرزاقية.. عوامل نشوء وقيام وصياغة إعلام قوي ووطني ومهني موجودة ومتوافرة، لكنها تفتقد الإدارة الرشيدة والخبرة الإدارية الاحترافية.. كفاية كده على أهل الثقة الذين خربوا الساحة الاعلامية.. تماما.
انتهى كلام الدكتور حسن على لكن الأسئلة لم تنتهِ: فهل الإعلام والذين يقدمونه على الشاشة حاليا يخدمون الوطن أم أنهم وما يقدمونه عالة عليه بعد أن فقد المصداقية والمهنية؟!
يا سادة.. لابد من وقفة، فكم من الملايين تصرف عليه دون تأثير يذكر ولا فائدة ترتجى.. وإذا أردتم دليلًا على قولي وهو لا يحتاج لدليل بحكم الواقع البائس.. فيمكنكم يا أهل المهنة وأساتذتها والقائمون عليها أن تحتكموا للعلم بأكثر من وسيلة فثمة استطلاعات رأي وهي فضيلة باتت مهجورة في زماننا..
انزلوا للناس اسألوهم هل تتابعون الإعلام والأهم هل تصدقونه.. أو يمكنك متابعة ما تقوله الأرقام الحقيقية عن نسب المشاهدة والتوزيع لتعرفوا بجلاء أين يقف إعلامنا؟! اختاروا صح.. وأعطوا الحرية وسوف يكون للإعلام شأن آخر.. المهم توفر الإرادة والرؤية! والمهم العقاب لمن استغل موقعه في التربح والثراء دون وجه حق.