هل تشعر الحكومة بالسعادة؟!
هل فكرت الحكومة يوما أن تضع مؤشرا تقيس به رضا المواطن عن خدماتها وعما تتخذه من إجراءات لضبط الأسواق والأسعار.. أم أن ذلك يعد ترفا لا طاقة لها به في ظل انشغالها بمراجعات صندوق النقد الدولى وشروطه القاسية ومؤشرات فيتش التى تبشرنا وفقا لمعاييرها بتحسن الوضع الاقتصادي لمصر. وليس وفقا لما يشعر به المواطن في حياته اليومية؟!
السؤال عن رضا المواطن عن أداء حكومته ينقلنا بالضرورة إلى سؤال آخر ربما يراه البعض حالما أو رومانسيا في زمن تلاشت فيه الرومانسية ولم نعد نراها إلا في أفلام الأبيض والأسود.. فحوى السؤال الحالم القادم من عالم يوتوبيا هو: ماذا عن مؤشر السعادة في مصر؟!
قيل إن مصر في المرتبة الـ 127 عالميًا بمؤشر السعادة العالمي لعام 2024.. سبقتها 17 دولة إفريقية بينما إحتلت أم الدنيا مرتبة متراجعة في تقرير السعادة العالمية للعام الحالي الذي يقيس العديد من المؤشرات المتعلقة بمستويات معيشة الأفراد، والرفاهية والتمتع بالحريات عبر مختلف الأعمار والأجيال.
وإذا لم تكن الحكومة، وهى معذورة، مهمومة بهموم المواطنين، فضلا عن شواغلهم وأحلامهم وطموحاتهم في مستقبل يرتاحون فيه من المتاعب ويتخففون فيه من الأعباء القاسية وما أكثرها من غلاء وتراجع في الأخلاق وسوء في المعاملات، وأجيال جديدة لا تعرف عن الأصول والعادات الحميدة لمجتمعاتنا إلا إسمها ورسمها..
إذا كانت الحكومة كذلك فهل يمكن أن تنشغل بسعادة المواطن.. وهنا يثور سؤال ربما يكون خياليا أيضا.. لم يدر في خيال أحد.. هل تشعر الحكومة بالسعادة وهى ترى شعبا يكابد الحياة وقد غابت عنه الابتسامة؟!
زمان كان الدخل قليلا لكن البركة كانت كثيرة، لم يكن هناك فقير ينام دون عشاء فالتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام كانت في أبهى صورها، لكن الناس تغافلت عنها وأهملتها شيئًا فشيئا حتى صارت تراثا نبكى على ضياعه، كما نبكى على لحظات العمر الجميل ورفقاء الدرب الذين رحلوا في صمت..
تاركين بغير أسف ضجيج هذا العالم المتوحش الذي اغتال براءة الحياة في غزة ولبنان وجلس متفرجا على ما يفعله حفنة من البشر ملكوا العالم بأموالهم ونفوذهم وعانت بسبب أطماعهم وجرائمهم هذه البشرية المعذبة..
ثم بعد هذا هناك من يبحث عن السعادة وسط بلدان مستضعفة لا تملك من أمر نفسها شيئا بينما يملك مصائرها 5 دول فقط هي من بيدها الفيتو الظالم الذي جعل مجلس الأمن لعبة في يد حفنة من القادة لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة..
فمن أين تأتي السعادة وقد تخلت الإنسانية عن إنسانيتها وضميرها وإحساسها بأوجاع الموجوعين وآلام الثكالى والمظلومين وصرخات المظلومين والمنكوبين.. أيها العالم كفى!