ما أعجب من نراه في زماننا من تفريط البعض في هويته طائعا مختارا ظنا منه بأنه حين يرطن بلغات أجنبية أنه امتلك ناصية التحضر والتمدين، بينما هو في واقع الأمر مهزوم حضاريا بلا هوية..
نقابة الصحفيين كانت في حالة حراك خلال الأيام الماضية حيث انخرطت في مناقشات محتدمة حول قضايا المهنة وأحوال الصحفيين، وفي نهاية مؤتمرها أصدرت توصيات أرجو أن تجد صداها لدى من يهمه الأمر..
ظنى أن بدر مدينة غنية بالفرص، لكنها لا تزال فقيرة في الخدمات، وبعض أحيائها يعاني شحا في تلك الخدمات، فيها مدارس لكن ماذا عن كفاءة العملية التعليمية؟!
وقعت عيناي على مقال جريء للزميل مصطفى شحاته رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصري، شعرت بكلماته تتدفق حماسا وغيرة على ماسبيرو، ورؤية واقعية لعلها تجدي نفعا إذا ما وجدت صداها لدى القائمين على صناعة الإعلام
إعادة المصداقية والمهنية لإعلامنا ليست شيئا هينا بل مهمة ثقيلة وثقيلة جدا، فهي تحتاج إلى جهد وخبرة وحرية في التناول وهامش أكبر يقنع المتلقي بجدوى ما يقدم له وأنه يهتم بشواغله وهمومه وأحلامه وطموحاته..
لماذا تتعاظم أهمية جبر الخواطر في مثل هذه الأيام؟! والجواب ببساطة أنه في الأيام الصعبة تشتد حاجة الناس للعون وجبر الخاطر، حتى ولو بكلمة طيبة أو بابتسامة صافية تخرج من القلب فتريح القلب وتخفف المتاعب..
ما أعظم الأوطان، فلا كرامة لإنسان خارج وطنه، وأتفق مع قول القائل إن الوطن ليس مجرد قطعة أرض يسكنه جمع من الناس يملكهم شخص واحد.. الوطن حيث أجد كرامتي.. الوطن حيثما أكسب قوت يومي بيسر..
الوعي الحقيقي يلزمه معلومات صحيحة تنشر في وقتها، فالشائعة إذا سبقت معلومة صحيحة اكتسبت مساحة في العقول يصعب إبطال مفعولها.. وحتى يتحقق ذلك فلابد من إتاحة المعلومات عبر إعلام قوي ومقبول له مصداقية..
اليوم وبكل أسف ذهبت سوريا إلى المجهول.. ودخلت نفقا مظلما لا يعلم إلا الله وحده كيف ومتى ستخرج منه، بعد أن وقعت في قبضة مطامع قوى خارجية لا يهمها إلا نهش سوريا واستنزافها وسرقة ما تبقى من خيراتها..
زمان كان يطل علينا الكاتب العظيم أحمد رجب ب (نص كلمة) على صفحات أخبار اليوم، ثم امتزجت كلماته مع ريشة فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين، وكم كان إبداعهما رائعا يحدث أثره الكبير في القارئ وفي المسئولين
خاطبت الجمهورية منذ خرجت للنور جميع فئات المجتمع مع انحياز واضح للبسطاء منهم، بما تقدمه صفحاتها المتنوعة وملاحقها المتخصصة، ورغم أنها صدرت في أجواء صحفية شديدة التنافسية سرعان ما أثبتت كفاءتها..
هل ما يحدث من تحريك للأسعار بلا سقف وبلا مبرر معقول هل كان لشيء من ذلك أن يحدث لو أن الصحافة كانت تنهض برسالتها على الأقل وتنقل نبض الناس وأنينهم للحكومة لتعلم أين تقف؟
العقل مناط التكليف وميزان التصرفات وحسن التدبير ومدار التفكير، ومن فقد ضميره فقد آدميته وإنسانيته وضيع بوصلته وأضاع منه سلم النجاة، فالضمير أساس الرشد وصوت الحق ومركب النجاة وحسن العاقبة.
لاشك أن الروح تألف من يلاطفها، ويتبسط معها، ويخفف عنها ويهون عليها متاعب الدنيا.. الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف.. هذا هو الحل السحري لمشاكل الإنسانية..
تؤسرني الكلمة الطيبة التي لها مفعول السحر؛ فالإشادة تضاعف الطاقة وتحفز الآخرين لبذل جهدى أكبر للوصول إلى الرضا المنشود.. ومن ثم فلا تحبس الكلام الطيّب في قلبك.. إمدح من يستحق..