خطايا الإعلام كثيرة، وهو ما يجعل الرأي العام في محنة حقيقية، فالمصداقية ولا أقول الريادة الإعلامية باتت على المحك، فالإعلام الرياضى مثلاً يكرس بعضه للتعصب والشللية وتصفية الحسابات وفق المصالح الشخصية
قضايا رأي عام كثيرة خرجت من رحم السوشيال ميديا واضطرت الحكومة لاتخاذ قرارات فورية بشأنها لتهدئة الرأي العام وامتصاص غضبته.. فما الذي أوصلنا لهذه الحال إلا تخلف الإعلام وضعف تأثيره..
وزير الصحة والسكان قال إن 70 مليون مواطن مدرجون في التغطية الصحية الخاصة بالتأمين الصحى وهذا شيء طيب لكن ينقصه أن يقول الوزير لنا وماذا عن بقية السكان في مصر؟!
ربما هناك أصوات برلمانية تنطلق بين الحين والحين تنتقد الحكومة وتحاول تصويب المسار وخصوصًا الاقتصادي.. لكنها قلة قليلة لا تملك التأثير الفعلي في عقل وتفكير الحكومة وقراراتها!
الإنسان كثيراً ما ينسى الكثير من النِّعَمِ إذا حَلَّ به شيءٌ من المصائب، وهذا جحود لفضل الله على الإنسان، فما بالنا إذا لم يقر هذا الإنسان بالألوهية، وجحد حق الله خالقه.. وتلك أعلى مراتب الجحود..
إن ما حدث في موضوع مشاركة شهد سعيد في الأولمبياد كشف بوضوح أن نفسنا قصير في تصحيح الأخطاء والخطايا، وأننا لا نعالج كل جوانب الخطأ.. ولذلك تتكرر مثل هذه الأخطاء..
حين يتحدث الرجل عن مشكلة البلدان العربية فيقول إنها لن يحلها استبدال شخص بشخص في الحكم.. وأن المسألة غير هذا تماماً.. ذلك أن العيب في المناخ العام وفي مستوى الوعي، العيب في الناس صغارهم وكبارهم.
أقصى ما فعله وزير الصحة الحالي هو الشروع في خصخصة الصحة في مصر، وتلك في رأيي خطوة لم يسبقه إليها غيره.. فهل حقق الوزير الاستحقاقات الدستورية في الإنفاق على الصحة، وهل يمكنه أن يقدم لنا كشف حساب؟!
منذ أيام بشرنا أحد الحسابات على منصة إكس ببدء تصوير فيلم النونو للفنان المصرى أحمد حلمى، قبل نهاية هذا العام، الفيلم يتناول قصة نصاب مصري ينصب على الحجاج والمعتمرين بشكل كوميدي..
يموت الإنسان قهرًا عندما يقف عاجزا، لا يقدر على استيعاب ما يحدث حوله، ولا يقدر على دفع الأذى عن نفسه أو عمن يحب، يموت كمدًا حين لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، لا بيده، ولا بلسانه، وهنا تتسرب الحياة من قلبه
ذهب الوزيران طارق شوقي ورضا حجازى ولم يتحقق من طموحاتهما شيء تقر به الأعين.. وجاء الوزير الجديد محمد عبداللطيف الذي لم يكد يتسلم منصبه حتى طاردته السوشيال ميديا باتهامات التزوير والشهادات الوهمية..
إن تراجع الكفاءات وربما انزواؤها أو ابتعادها عن المشهد ليس وليد اللحظة بل هو نتاج عقود وعقود من الإهمال والتراخي والكسل، حتى وصلنا لما نحن فيه اليوم تعثر في الاختيار وعزوف من الكفاءات..
لا مخرج من دائرة الإهمال والفساد التي ندور فيها، إلا بإعادة بناء الوعي والضمير ليرفض من تلقاء نفسه أي سلوك منحرف مهما يكن هيناً، بدءاً من إلقاء القمامة في الشارع مروراً بالغش بكل صوره..
ليس الوزراء وحدهم المسئولين في الدولة، فكلنا مسئولون بدرجات مختلفة، فالمواطن المكلف بمسئولية هو مسئول عما تحت يديه، وهي مسئولية لا يشاركه في حملها أحد غيره..
المواطن يتطلع لرؤية واقعية تطمئنه على غده ومستقبل أولاده، في التعليم والصحة والسكن والأسعار وجودة الخدمات وكفاءة المرافق.. الناس لا يهمهم من سيكون وزيرا بقدر ما يهمهم ماذا سيفعل ليخفف عنهم معاناة..