عشر سنوات قد مرت على من بدأ لقاء الأربعاء، لتكن عظته الاسبوعية والدرس المعاش لكل أبناءه في كل إسبوع، حتى في آخر عظة لقداسته، يوم الأربعاء 7 مارس 2012، كانت أكثر الدروس إعاشة..
أتذكر أنني كنت أستمع يومياً صباحاً وأنا ذاهب في طريقي إلى المدرسة في سيارة والدي أغنية عم مينا وشيخ أمين ، والتي كانت تذاع يومياً بعد الثورة كنوع من زرع المحبة والتأخي بعد الثورة..
أحياناً كثيرة تعجبنا أشياء أو تجذبنا أشياء أخرى، ونظن أن سعادتنا تكون فيها، أو بمعنى أدق "مرتبطة بها"، ولكن مع الأيام ندرك أن ربما كانت الفرحة أو الخير في بعد تلك الأشياء عنا..
هى بالفعل أيام يعلم بها الله ويعلم كل ما يدور بداخلنا فيها، ولكن ربما نحن من ننسى إننا حتى لو سرنا في وادي ظل الموت كما قال داؤد النبي في المزمور فهو لا يتركنا ولا يتخلى عنا..
ربما مشقة الرحلة تكون متعبة، ربما الطريق يحمل في طياته الكثير من التفاصيل التي لا يعلم عنها أحد شيء، وربما أيضاً أنت تحملت الكثير أثناء الرحلة، لكن إذا توقفت فجأة ماذا ستكون المحصلة؟
الكلمات التي توجها للآخرين ربما لا تأخذ منك ثوانِ معدودة حتى تتلها على آذان من يسمعك، أما آثرها فقد يدوم لأيام، وربما لعمرِ كامل نتيجة وقعها على القلب وليس الأذن..
أحياناً يتفاخر الإنسان، ويشعر أنه وصل لقمة كل شيء، مثل الملك "نبوخذ نصر" الذي كان يظن أنه هو من بيده المُلك، وبيده كل شيء، وهو الذي جعل مملكته هي الأعظم على وجه الأرض..
العيد قائم سواء آتت لنا المعايدة من أصدقاءنا المسلمين أو لم تأتي، فلن تمنع أن تفرح قلوبنا بميلاد السيد المسيح -له كل المجد والتقديس والسجود- لأن ميلاده يأتي كل عام ليزف الفرح في قلوبنا..
ربما الموت يفرقنا عن أشخاص تعلقت بهم أرواحنا، ربما يأخذ منا قلوب قبل أن نستكفي منها، لكن الأكيد أن شوكة الموت إنكسرت بموت وقيامة السيد المسيح -له كل المجد- عندما قام ليكسر شوكته..
عندما نضع كل آمالنا في أشخاص بأعينهم ويخذلونا، نشعر وكأن الحياة بأكملها تتغير من حولنا، أو كأن الحياة لم يعد فيها ما يستحق الأمل أو السعادة..
عند النظر في صلوات القداس الغريغوري، نجد الأب الكاهن يتحدث عن عمق محبة الله للانسان ويقول عنها: "ليس شيء من النطق يستطيع أن يحد عمق محبتك للبشر"، لأن محبته لنا محبة أبدية وغير مشروطة..
الحقيقة، أن الفرح وقت الضيق يكون تنفيذه من خلال الشكر، والشكر هنا يكون موجهاً ليد الله التي تكون في تلك الأوقات يُعد الأفراح لمن ينتظر ولمن يتطلع ليرى مشيئة الله من كل ما يمر به حالياً..
كل قلب يحمل بداخله الهم أغلب الوقت، ويهلكه التفكير والحزن، ويتطلع لتغيير كل شيء من حوله في نفس اللحظة التي يفكر بها دون أن يعطي أي فرصة لله في حياته ليقوده نحو الفرح بيده السماوية..
حتى ولو في ظاهر الأمر كنا ضعفاء أو امكانياتنا قليلة، فبداخلنا يوجد الكثير من الكنوز والأشياء التي فقط تحتاج إلى التنقيب بداخلنا لنكتشفها ونعرفها لنستثمرها في حياتنا..
لكن بعد مرور كام دقيقة على نزول البوست وإذ بي أجد تعليقاً يمكن كتابته مخدتش ثواني، ولكن أثره دام معايا حبة حلوين بعدها، ومع أنه مكون من 7 حروف فقط، لكنه كان كفيل يهز ثقتي بنفسي جدا..