سلم قبل أن تستسلم
في المزمور السابع والثلاثين، نجد في العدد الخامس يقول المزمور: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي"، وربما تلك القاعدة العظيمة تلخص درسًا مبهجًا ورسالة عظيمة لكل قلب.
كل قلب يحمل بداخله الهم أغلب الوقت، ويهلكه التفكير والحزن، ويتطلع لتغيير كل شيء من حوله في نفس اللحظة التي يفكر بها دون أن يعطي أي فرصة لله في حياته ليقوده نحو الفرح بيده السماوية المُحبة.
دروس من الآية
وفي ذلك العدد -الآية- من المزمور أجد درسين مهمين ربما يسهلوا على حياتنا الكثير من الصعاب، الصعب الأول وهو التفكير، فالتفكير أغلب الوقت يكون كالسرطان الذي ينهش في عمر الإنسان وقلبه وعقله، ويجعله يفكر معظم الوقت في الحلول والإجابات والمنطق في كل ما يحدث من حوله.
مع أن في أغلب الأحيان، ربما كل ما نحتاجه في وقت الضيقات الصعبة هو التسليم للرب قبل الاستسلام للضيقات، فنحن حينما نسلم للرب حياتنا، يرفعنا هو في وجه الضيقات وينجينا من فخ الصياد كما قال داود النبي في مزموره.
الاتكال على الله
والدرس الثاني والذي يعتبر أيضًا رسالة عظيمة ويخلصنا من صعب أعظم وهو "الخوف من المستقبل"، هو الاتكال على الرب، واليقين بأنه يعمل ولا يتركنا أو يتخلى عنا كأنه لا يشعر بما نشعر نحن به أو لا يرى ما نمر نحن به.
لأن في حقيقة الأمر، حتى لو ظننا أن الله بعيدًا جدًا بُعد السماء عن الأرض، فهو قريب لمن يدعوه، هو يسمع ويرى ويعمل، ولا يخزى منتظروه، فقط كل ما في الأمر أنه ربما علينا فقط الانتظار والاتكال عليه، وسنرى يديه وهي تعمل ولا تتخلى عنا مطلقًا.
Twitter: @PaulaWagih