رئيس التحرير
عصام كامل

حتة من القمر

في 2019 وقبل اقتحام الكورونا على العالم، وقبل ما كل الأنشطة والحياة عمومًا تتوقف، كنت في حفلة في الجامعة بروسيا وألقيت أبيات من الشعر، وكان حظي حلو أن أحد أصدقائي صورني كام صورة حلوين، وقلت أنزلهم عندي على الحساب الشخصي على الفيس بوك، كنوع من مشاركة الصور مع الأصدقاء والمتابعين زي ما أي حد بينشر.

لكن بعد مرور كام دقيقة على نزول البوست وإذ بي أجد تعليقًا يمكن كتابته مخدتش ثواني، ولكن أثره دام معايا حبة حلوين بعدها، ومع أنه مكون من 7 حروف فقط، لكنه كان كفيل يهز ثقتي بنفسي جدًا، وهو "تخنت ليه؟".

 

المشكلة

 

المشكلة مكانتش في الكومنت نفسه، لكن كانت في اللي ورا الكومنت، وهو أنت ليه ممكن تسأل شخص على عيب أو حاجة فيه؟، أو يمكن من وجهة نظري واللي سعيد أني وجدتها في قصة -حتة من القمر- حاجة تميزه؟، ليه متتقبلش اختلافه ده؟، ليه تزرع جرح يمكن يحتاج لأيام ويمكن شهور علشان يتعالج؟.

يمكن في مجتمعنا بقى للأسف بنحمل أي شخص عنده اختلاف "يميزه" عن غيره مسئوليات كتير، سواء بأنه لازم ميظهرش، بأنه لازم يكون متجنب كل الناس، ولو ينفع يعني يحاول أنه ميتنفسش علشان محدش يحس بيه أو بوجوده.

 

الحقيقة

 

جايز بسبب الحوارات اللي زي دي، من تنمر أو كلام جارح، أوقات كتير، ممكن لو حد مميز وصل لحاجة، هو شخصيًا يستكترها على نفسه، أو يشوف أنه ميستاهلش اللي هو وصل له، نتيجة نظرات الناس المستمرة له وعيونهم اللي بتكون عليه. كأنه تحت ميكروسكوب طول الوقت، وكأنه متحاصر طول الوقت وملهوش حرية أنه يعيش أو حتى يفرح، مع أن الحقيقة أن ربنا هو اللى خلقنا، وخلقنا حلوين، خلقنا في أحسن صورة وأحسن تقويم -حسب كل المعتقدات الدينية- حتى لو فيه حاجة بتميزنا أو مختلفة عن باقي البشر فده في الغالب علشان نكون "حتة من القمر".

Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية
عاجل