بعد سقوط نظام بشار الأسد.. خطر التقسيم يهدد بتحويل أرض الأمويين إلى مملكة طوائف.. ونصائح ببناء المؤسسة العسكرية وهيكلتها تجنبا للفوضى الأمنية
اتفق المتفائل والمتشائم من المتغير الحادث فى سوريا على الحذر من خطر التقسيم، وتحول أرض الأمويين إلى مملكة طوائف تعج بالفوضى وانتشار السلاح.
وفى هذا السياق يقول اللواء نصر سالم، الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجي: إن انهيار الجيش السورى سيكون له انعكاس كبير وسلبى على الأوضاع الأمنية فى سوريا، خاصة أن القوات النظامية تركت خلفها الكثير من الأسلحة والمعدات والتى وقعت بأيدى فصائل المقاومة المسلحة.
وعلى الرغم من ظهور تلك الفصائل فى شكل تنظيمى موحد، منضوية تحت هيئة تحرير الشام، التى يقودها أبومحمد الجولانى (أحمد حسين الشرع)، لكن لدى كل فصيل أهداف مختلفة، إضافة إلى أطماع الأقليات فى السيطرة على أراض لإقامة دويلة خاصة بهم، الأمر الذى بات يهدد بتقسيم الدولة، ويجعلها أكثر ضعفا ومعرضة للمخططات الدولية وإغراقها فى الخلافات والصراعات المفتوحة مستقبلا.
حرب الفصائل
التطورات الجارية بعد سقوط الأسد سمحت للعديد من الأطراف الدولية والإقليمية بالتدخل فى الأزمة، وكل دولة تدعم فصيلا مسلحا يخدم مصالحها، فعلى سبيل المثال فإن تركيا تدعم جبهة تحرير الشام والجيش السورى الحر، وذلك يضمن تمدد نفوذها داخل الأراضى السورية، وإبعاد الأكراد عن حدودها، وتنفيذ مخططها لإعادة اللاجئين السوريين وإعادة توطينهم بالقرب من حدودها بما يؤدى إلى تغيير الديموغرافيا السكانية فى البلاد
وهذا المخطط عكفت عليه أنقرة منذ فترة طويلة، واستغلت الظروف التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، لدعم جبهة تحرير الشام للسيطرة على الحكم فى سوريا وإسقاط نظام بشار الأسد.
وإسرائيل بدأت فى استغلال الظروف الأمنية والسياسية وحالة عدم الاستقرار، وتوسعت فى الجولان وإنشاء منطقة عازلة، لضم المزيد من الأراضي، خاصة المناطق الحدودية مع لبنان، وذلك لتنفيذ مخططها لحصار حزب الله ومنع دخول المساعدات والإمدادات إليه عبر الأراضى السورية.
ومع تعدد الطوائف والعرقيات فى سوريا مثل الدروز والأكراد والشيعة والسنة، سيدخل البلد فى دوامة العنف والقتال، لأن كل طرف يسعى للسيطرة على أكبر جزء من الأراضى وبسط نفوذه وضمان مصالحه على المدى البعيد.
سيناريو التقسيم هو الأقرب فى سوريا، هكذا يكمل الخبير العسكري، خاصة مع تقاطع مصالح القوى الدولية والإقليمية فى هذا البلد العربي، فالولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور كبير وبارز فى هذه الأحداث الأخيرة، ودعمت المعارضة المسلحة من أجل إسقاط نظام بشار الأسد الموالى لروسيا، وبالتالى تقليص وربما إنهاء التواجد الروسى فى دمشق.
والولايات المتحدة الأمريكية تميل إلى دعم قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والتى تزودها بالأسلحة والعتاد، من أجل ضمان حصتها فى النفط المتواجد فى شمال سوريا، بالإضافة لاستخدامهم كورقة للضغط على تركيا متى احتاجت إلى ذلك.
ومع سقوط نظام بشار الأسد وتراجع النفوذ الإيراني، أصبحت القواعد الأمريكية فى سوريا والعراق أكثر أمانا، لأنها كانت تتعرض لقصف مستمر من قبل الميليشيات التابعة لطهران فى الوقت السابق.
ومن المتوقع أن تستغل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هيئة تحرير الشام والتى باتت تسيطر على السلطة، لضرب الميليشيات الشيعية فى العراق، الأمر الذى يجر الإقليم بأثره إلى حرب طائفية.
خسائر روسيا
فيما يتعلق بالحليف القديم روسيا، فهى خسرت وستخسر الكثير بعد سقوط بشار، خاصة أن لديها قواعد عسكرية ومصالح اقتصادية كبيرة، فهى -سوريا- منفذ موسكو على البحر المتوسط، ومن المحتمل أن تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على المعارضة السورية، لإلغاء جميع الاتفاقات مع موسكو مستقبلا.
ويحاول بوتين حاليا الحفاظ على تواجد بلاده العسكرى فى سوريا، من خلال فتح قنوات اتصالات مع المعارضة السورية، لكن نتائج تلك الاتصالات السلبية ستفوق مكاسبها وخروج قوات موسكو سيحدث عاجلا أم أجلا، وربما يتم تسوية هذه الصفقة بين واشنطن وموسكو وربطها بصفقة أخرى تتعلق بالحرب فى أوكرانيا.
ويعتبر المعسكر الغربى سقوط نظام الأسد، انتصارا كبيرا فى ظل حرب تكسير العظام مع روسيا، وظهر ذلك فى تأييدهم لفصائل المعارضة المسلحة فى دمشق واختتم نصر سالم حديثه قائلا:” إن هناك دورا عربيا كبيرا سيكون خلال الفترة القادمة على الساحة السورية، وربما تسهم تلك الأحداث فى تحسين العلاقات بين دمشق وبعض الدول العربية التى كانت تعترض على نظام بشار الأسد”.
عراقيل سياسية
من جهته يقول اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجي: إن سوريا أصبحت منطقة للصراع الدولى والإقليمى من أجل بسط النفوذ، ومما لا شك فيه أن عملية إعادة الاستقرار إلى الأراضى السورية ليس أمرا سهلا، ومن المحتمل دخول البلاد فى دوامة الحرب الأهلية مجددا، ولكن ذلك متوقف على التفاهمات بين القوى العظمى وتقاطع المصالح بين القوى الدولية والإقليمية.
محذرا من أن انتشار السلاح بشكل عشوائى فى أيدى فصائل المعارضة السورية، يعيد إلى الأذهان السيناريو الذى حدث فى ليبيا، وسيطرة التيارات الإسلامية على مقاليد الحكم عقب سقوط القذافى.
فيما توقع لرؤيته المستقبلية لمصير الدولة السورية الجديدة، اندلاع مواجهات بين الفصائل المسلحة المختلفة من أجل السيطرة على موارد الدولة، وهو ما سيدخل مؤسسات الدولة السورية فى صراع على غرار الأزمة التى تعانى منها ليبيا، وأرجع ذلك لافتقار الفصائل المسلحة إلى خبرة الإدارة والتعامل مع المؤسسات الوطنية، وهو ما سينعكس على البلاد، وربما يدخلها فى نفق مظلم، خاصة مع فشل السيطرة على السلاح المنتشر ووضعه بيد جيش موحد.
وحذر الخبير العسكرى من تكرار سيناريو لبيبا والعراق فى سوريا، وحدوث انقسام داخل الجيش وظهور مليشيات جديدة وفصائل مسلحة جديدة تجر البلاد إلى حرب أهلية مفتوحة، وبات من الضرورى الشروع فى جلوس جميع الفصائل المسلحة والقوى السياسية لرسم خريطة المستقبل فمجرد تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية مجرد مسكنات، والحل فى وضع خطة زمنية محددة لتثبيت أركان الدولة ومؤسسات الحكم.
بناء الجيش
لضمان استقرار الأوضاع الأمنية من الضرورى إعادة بناء الجيش السورى ودمج الفصائل المسلحة تحت قيادته، وذلك من أجل الحفاظ على استقرار البلاد وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية.
وطالب سمير فرج بدور عربى وإقليمى خاصة من دول جوار سوريا، ووضع خطة تشرف عليها الجامعة العربية والأمم المتحدة لضمان الانتقال السلمى للسلطة فى سوريا، ومن الضرورى توحيد الرأى العام الدولى والقوى الفاعلة فى الملف السورى لضمان إزالة المعوقات أمام التسوية السياسية هناك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا