ليس موت لعبيدك
الموت، تلك الكلمة المفجعة للقلوب والتي تعلن عن نهاية الحياة في اعتقادنا الشخصي، ولكنها تعلن عن بداية جديدة نحيا فيها مع الله، ففي أوشية -صلاة- الراقدين، نجد الأب الكاهن يصلي ويقول: "لأنه ليس موت لعبيدك بل هو انتقال"، أي انتقال من هذا العالم الفاني، إلى عالم الأحياء والاتحاد بنعمة الله الغنية.
ربما الموت يفرقنا عن أشخاص تعلقت بهم أرواحنا، ربما يأخذ منا قلوب قبل أن نستكفي منها، لكن الأكيد أن شوكة الموت إنكسرت بموت وقيامة السيد المسيح -له كل المجد- عندما قام ليكسر شوكته، حتى تسائل بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟".
الأهم من الحزن
ولكن سيظل الأهم من الفراق، ألا ندع الحياة تتوقف من داخلنا، نعم من داخلنا وليست من حولنا، فالحياة تستكمل شئنا أم أبينا، ولكن لو ظللنا عالقين في المشاعر السلبية والحزن طوال الوقت ستتوقف الحياة من داخلنا نحن وليست من حولنا، فاحزن كما شئت ولكن لا تجعل نفسك تغوص في شلالات من الحزن والتوقف عن أي شيء.
أغضب قليلًا، وابكِ قليلًا، ولكن تذكر أن من رحلوا هم رحلوا بعدما أقضوا رسالتهم كاملة، وعليك أنت أيضًا ألا تتوقف عن قضاء رسالتك، وأن تؤدي كل شيء عليك أن تقوم به في حياتك، حتى تصل إلى محطة النهاية ككل الذين سبقونا من قبل، فنحن حتى لو حزنا فعلينا ألا نحزن "كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ".
Twitter: @PaulaWagih