سكر الدنيا
بعد ثورة يناير، أتذكر أنني كنت أستمع يوميًا صباحًا وأنا ذاهب في طريقي إلى المدرسة في سيارة والدي أغنية "عم مينا وشيخ أمين"، والتي كانت تذاع يوميًا بعد الثورة كنوع من زرع المحبة والتأخي بعد الثورة، وبعد حادث كنيسة القديسين الشهير.
وظلت مُعلقة في ذهني لفترة ليست بقصيرة، ولكن بعدها مرت السنوات وسافرت للخارج ووجدت صديقا لي على فيس بوك وضع وصلة لأغنية شهيرة للملك محمد منير اسمها "بننجرح" وأشار لمؤلف الغنوة محمود رضوان ليؤكد له أنه مبدع.
فما كان مني إلا أن تسللت إلى صفحته، فوجدته هو الذي كتب الأغنية التي كنت أسمعها كثيرًا في الماضي، وهو الذي كتب أغاني كثيرة أخرى كنت أحب استمع إليها كثيرًا على مدار اليوم، ولكن هناك أغاني بعينها كنت ومازلت وسأظل أعشقها لذلك الرجل المنوفي الجميل أبوجميلة.
وربما ما جعلني أتذكر كل تلك الحكايات عن أبوجميلة، عندما سمعت أغنية الفنان والصديق هاني عادل -سكر الدنيا- التي تم إصدارها بالأمس، وكعادتهم سويًا عرفوا من أين يُخطف القلب وتُمتع الأذن، فصارت هنا قطعة سكر حقيقية تذوب في روح كل من يسمعها.
فأنا من وجهة نظري ستظل في أبسط وأحلى أغاني الوحدة هي "عم مينا وشيخ أمين" وستظل أكثر أغنية تعبر عن خوفي من الخذلان هي "بننجرح"، وستظل أكثر أغنية تعبر عن أحلامي البسيطة "والله ما عايز غير بيت"، وستظل عيناها تسحرني وأغني لها "اللي رموني فيك".
الكلمة البسيطة لا تحتاج لتأشيرة لتدخل القلب، ولكن الكلمة الصادقة تملك جوازًا للسفر في القلوب وتعرف كيف تصل إلى العقول لتثبت فيها دون أي تدخل أو عناد، فتحيا الكلمة الحلوة التي ليست متكلفة ولكن ثمنها في قيمتها.
twitter: @PaulaWagih