يعلم بيها ربنا
قال لي بنبرة استسلام وحزن وتظهر على وجهه ملامح الانكسار والخوف: "أيام ما يعلم بيها إلا ربنا"، ما دفعني لابتسم مما أثار بداخله الاستغراب ليسرع ويسألني: "إيه المضحك؟"، فهو يظنني أضحك على آلامه أو أسخر منها.
الله يعلم
ولكن الحقيقة، أنه قال الحقيقة التي ربما تخفى عنه أو عنا جميعًا وقت التجارب والضيقات، بأنها أيام يعلم بها الله ويعلم كل ما يدور بداخلنا فيها، ولكن ربما نحن من ننسى أننا حتى لو سرنا في وادي ظل الموت كما قال داؤد النبي في المزمور فهو لا يتركنا ولا يتخلى عنا.
ربما يا صديقي تكون الأيام مليئة بالتجارب، أو مليئة بالضيقات والدروس التي تستهلك من أرواحنا، أو تجعل الابتسامة تختفي أحيانًا من على شفاهانا، ولكن تظل يد القدير تسند وتعول مهما اشتدت نار التجربة، بل وتمضي كل تجربة سيئة ولا يظل منها سوى يد الله التي لا تغيب وترحل.
فلا تعطي للتجارب أكبر من حجمها، ولا تُحمل نفسك فوق طاقتها، ولا تغفل عن الحقيقة التي هي واقع نعيشه كل يوم في علاقتنا مع الله، وهي أن الله هو السند حتى ولو غاب الجميع، وإيمانا به هو العكاز الذي نستند عليه إن ميلنا مع الأيام أو مع التجارب.
فلا تخف يا صديقي، ولا تدع التجارب تخيفك، حتى وأن كشرت عن أنيابها، إبتسم واعلم إن لك إلهًا عظيمًا لن يتركك أو يتخلى عنك كما لم يتخلى عنك من قبل، فهو سيعولك الآن أيضًا، ويعولك مستقبلًا أيضًا إذا لزم الأمر.
Twitter: @PaulaWagih