كما يليق
في كل مرة أذهب فيها إلى القداس وأستمع إلى الأب الكاهن وهو يقول: "دبر حياتنا كما يليق"، أكتفي بها وأشعر بالسلامة في قلبي وأطمئن أن الله بالتأكيد قد سمع لتلك الصلاة وسيدبرها بالفعل، وستسير الأمور كما يرتبها ويدبرها هو وستكون أجمل مما أحب أنا لنفسي بالطبع. فنحن أحيانًا كثيرة تعجبنا أشياء أو تجذبنا أشياء أخرى، ونظن أن سعادتنا تكون فيها، أو بمعنى أدق "مرتبطة بها"، ولكن مع الأيام ندرك أن ربما كانت الفرحة أو الخير في بعد تلك الأشياء عنا وليس في قربها لنا.
تعلم يا صديقي
فهناك أشياء كثيرة ربما تغرينا أو يكون لها جمال مبهر في أعيننا، ولكن لا تحمل في طياتها أي راحة ولا أي فرحة للقلب والروح، على عكس اختيارات الله لنا، ربما تكون عكس توقعاتنا، ولكن بالتأكيد تحمل في داخلها كل الخير وكل الفرح لأرواحنا وقلوبنا.
فقبل أن تصلي يا صديقي الصلاة الربانية، وقبل أن ترفع قلبك تجاه السماء وتقول: "لتكن مشيئتك"، تأملها جيدًا واسأل نفسك، هل أنت بالفعل تقبل مشيئة الله في حياتك؟ أو بمعنى أدق، هل أنت تصدق بأن الله يدبر حياتنا كما يليق وعلى أحسن حال؟
لو صدقت كل تلك الأفكار، سترى الخير في كل شيء يفعله الله في حياتك، وسترى يد "العَلي" ظاهرة وبوضوح في كل ما تفعله وكل ما تمر به، فهو حتى ولو شككنا في محبته لنا، فهو أمين وصادق ويدبر حياتنا بالفعل كما يليق.
twitter: @PaulaWagih