مازلت أثيوبيا مستمرة فى أسلوب المراوغة ومحاولة اللعب بطرق ملتوية فى محاولة منها لفرض الأمر الواقع وسط رفض مصرى وسودانى للتعامل الأثيوبى مع ملف المياة
يجب ان يتضمن التقرير الصادر عن جنوب افريقيا كرئيس للاتحاد الإفريقي التأكيد على أسباب فشل المفاوضات بكل وضوح
لماذا لم نسع إلى توافق حول هذه الإشكالية مع السودان حتى ندخل المفاوضات الثلاثية وثمة توافق بيننا يعيننا معا على مواجهة المماطلة الاثيوبية التى تستفيد بالقطع من عدم التوافق..
دائرة من المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا تتناوب بين ثلاثية وسداسية وبعض الاطراف الخارجية، والتي لا تنتهى منذ أن بدأ التلويح ببناءه والرغبة فى تحقيق التنمية وتوليد..
فى العام الحالى كان ملء بحيرة السد تجريبيا ومحدودا وتم فى ظل فيضان مرتفع وبالتالى لم يؤثر كثيرا على تدفق مياه النيل إلى كل من مصر والسودان بإستثناء بعض الاضرار..
تنسيق المواقف بيننا مع السودان أمر مهم لمواجهة مراوغة اثيوبيا وتهربها من التوصل إلى إتفاق ملزم حول السد، وخاصة فيما يتعلق بملء بحيرته وتشغيله، وهو الإتفاق الذى سوف يجيب على العديد..
بدون مقدمات وبشكل مباشر نحن نحتاج إلى مشاورات عاجلة مع الأشقاء فى السودان لتنسيق مواقفنا حول ما يتعين أن نقوم به فى أزمة سد النهضة الاثيوبى فى ظل تعنت إثيوبيا الذى يسد كل السبل
هتمام بايدن بافريقيا والذى بدأ فى إختياره لمندوبة امريكا الجديدة فى المنظمة الدولية، سيكون هدفه هو ملاحقة النفوذ الصينى فى القارة السمراء لتقليصه وإضعافه فى إطار الصراع الإقتصادى..
الحق يقال إن السودان أعلن هذا الموقف منذ فترة طويلة، ووصف المفاوضات بأنها وصلت إلى طريق مسدود، وأعلنها صريحة قائلا: لن نفاوض إلى ما لا نهاية..
إذا كان السودان اكتشف أهميةَ دور الوسيط بين الدول الثلاث فقد كانت هناك من قبل أمريكا وقامت بدورها بالفعل وسبق أن رفض الأشقاء السودانيون مشروع الاتفاق الذى أعدته بمساعدة خبراء البنك الدولى..
ثار فى نفسى سؤالا يؤرق الصدر حول موقف عدد من الدول العربية الخليجية فى دعم الشقيقة الأكبر مصر فى أزمة السد الاثيوبى، خاصة التى لها نفوذ لدى اثيوبيا ، سواء كان نفوذا اقتصاديا أو غير اقتصادى..
ترامب كان يتحدث فى سياق ضرورة التوصل إلى حل سلمى وتفاوضى وإشارته إلى مفاوضات واشنطن وإدانته الشديدة لانسحاب إثيوبيا ورفضها التوقيع، تعيد وثيقة واشنطن للواجهة مرة أخرى..
إثيوبيا استغلت الظروف المضطربة التى مرننا بها مع بداية هذا العقد الذى يتأهب للانتهاء للمضى قدما فى تنفيذ مشروعها لبناء سد كبير، لذا فإننا يجب ألا نتوقف عن المطالَبة بحقوقنا فى ظل ما تتعرض له إثيوبيا من أزمات..
تعود مصر إلى المفاوضات الى يرعاها الإتحاد الأفريقى للتوصل إلى حل لأزمة السد الاثيوبى بثلاث مطالب محددة كما تشارك السودان مصر فى هذه المطالب وتضيف إليها مطلب رابع..
الذى يستحق فى تقديرى أن نتوقف أمامه قليلا فى كلام ترامب حول السد الاثيوبى إنه تضمن طلبا من رئيس الوزراء السودانى حمدوك أن يلعب السودان دورا فى التوصل لإتفاق مع إثيوببا..