سنة 123 للشهداء ( 407م ) استشهد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود. وُلِدَ بإثيوبيا سنة 332م، ولما كبر أصبح عبداً لإنسان يعبد الشمس
وخلال صلوات القداس قام نيافه الانبا أكاسيوس، بتطيب رفات الشهيد الانبا موسى الاسود بكنيسة العذراء مريم.
تحول القديس الأنبا موسى الأسود إلى أيقونة للسلام والمحبة، يحمل في قلبه إيمانًا لا يتزعزع وصبرًا في مواجهة الشدائد حتى في أصعب الأوقات كان مملوءًا بالسلام والإيمان والثقة بأن الله لا يتركه
وبخصوص الإدانة، أوصى الأنبا موسى أنه على الإنسان ألا يدين أخاه بأي حال لينفذ الإنسان وصية السيد المسيح عندما علمنا في إنجيل معلمنا متى قائلاً: لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُواظ (متى 7: 1)
ندما ندرك عظمة حب الله لنا، نفهم أن هذا الحب ليس مجرد واجب من الناحية الروحية، بل هو استجابة طبيعية لعطاء الله اللامتناهي. وعندما نقول أن نحب الله من كل قلبنا يعني أن نكرس له كل أفكارنا ومشاعرنا وقراراتنا
أثناء رحلة الوالي، قابل شيخًا جالساً على الطريق يبدو عليه العوز، جلبابه مقطعاً وحالته يرثى لها، وسأله عن مكان قلاية أنبا موسى، فكانت إجابة الشيخ أنه رجل أبله ، فتركه الوالي واستكمل طريقه.
كان القديس موسى الأسود يقف، صامتًا، مستغرقًا في تأملاته الروحية. تلك الصحراء لم تكن مجرد مكان للتنسك، بل كانت مسرحًا للمعارك الروحية التي خاضها ضد قوى الشر..
فوجئ الأنبا موسى الأسود بأربعة لصوص داخل قلايته ينهبون كل ما فيها. فوقف وتردد للحظة، ولكن سرعان ما استجمع قواه وقرر أن يتصرف بطريقة مغايرة لما قد يتوقعه اللصوص أو حتى الشيوخ في المجمع.
مرت الكلمات القاسية كالسيوف، ولكن الأب موسى لم يتحرك ولم ينبس ببنت شفة. بقي هادئاً كالبحر في ليلة صيفية، لم تبدِ ملامحه أي انزعاج أو غضب. بعد انتهاء المجمع، شعر الآباء بالندم على ما قالوه..
كان الأنبا موسى الأسود يسعى للسلام الداخلي، فكان في كل يوم يزيد فيه الاشتياق لحياة الوحدة التي كان يرى الأباء يعيشونها، ويريد الابتعاد عن صخب الحياة اليومية والاختلاط بالناس، لكي يتفرغ للصلاة والتأمل..
في يوم السبت عندما تجمع جميع الرهبان في لقاءهم الأسبوعي المعتاد، تجمع الجميع حول الأنبا موسى الأسود، وكانوا يعلمون جيداً طريقة حياته ومحبته للآخرين، ولكن سألوه عن سر الدخان الذي كان يصعد من قلايته؟
كان الإخوة يجتمعون حول شيخهم، يبحثون عن أجوبة لتساؤلاتهم الملحة: لماذا، رغم كل هذا الإصرار على الجهاد، نصح أنبا إيسيذورس أنبا موسى الأسود بأن يكف عن الصراع مع الشياطين؟
في بداية القصة، نلتقي بموسى الأسود، الشاب القوي ذي البشرة الداكنة، الذي كان خادمًا لأحد ذوي المكانة والقدر، وكان معروفًا بسلوكه السيء، فارتكب العديد من الأفعال الشنيعة، مما أثار غضب سيده وطرده من خدمته
نفسي أفتكر ماضيَّ الوحش، وعفن قلبي، مش عشان بحبهم، لكن عشان أفضل أحبك يا إلهي. بفتكر الحاجات الوحشة اللي عملتها، عشان لما أحس بمرارة ذنوبي، أحس كمان بحلاوة وجودك في قلبي..
وعقب صلاة الصلح صلى نيافة الانبا فيلوباتير صلوات رسامة ٧ من أبناء كنيسة الأنبا موسى في رتبة إبصالتس.