سنين الجراد
أوقات كتير ممكن نقرأ الكتاب المقدس ونشوفه وهو بيقول: "وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ"، ونفتكر أن ربنا هيعوضنا عن سنين الحزن وسنين التجارب الصعبة اللي شوفناها وبس، بنبص لها من ناحية التجارب وبنسى أننا ممكن نشوفها من وجهة نظر تانية ممكن تبقى أخطر وإحنا اللي بنختار أننا نسيب الجراد يأكلها باختيارنا.
وجهة النظر الأخرى
يعني إيه السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ؟ ساعات بتبقى دي السنين اللي عشناها بعيد عن ربنا، ورايحين ورا اللذات وبندور على راحتنا بس.
والحقيقة، القلب بيفضل فاضي بعدها! يعني مهما قريت قصص، ومهما ضيعت وقتك في فيديوهات متسواش، أو انشغلت بالسوشيال طول الوقت ده مش هيعوضك عن الكتاب المقدس، ولا الخروج طول الوقت والبحث عن المتع الوقتية هيعوضوك عن وقتك الحقيقي مع الله.
وأحياناً بيضيع عمرنا في الصحوبية اللي في الدنيا دي، ونحاول نلاقي أصدقاء حقيقيين يبقوا جنينا ويسندونا وفي الآخر بيطلعوا ميستاهلوش لا العمر اللي ضاع معاهم ولا المشاعر اللي طلعت ليهم ونكتشف في النهاية أن الصحوبية دي مش هتساوي حاجة جنب صداقة المسيح وأنك تعتبره أقرب صديق ليك وتشاركه في كل تفاصيل يومك.
القديس أوغسطينوس
القديس أوغسطينوس كان عارف كويس السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ في حياته، وشاف إزاي ربنا عوضه عنها بطريقة جميلة.
مكانش قديس في بداية حياته ولما كان شاب، ونلاقي أنه كان وقع في خطايا كبيرة وبعد عن الإيمان الصح لكن أمه "مونيكا" ما بطلتش تصلي علشانه علشان يتوب ويرجع للإيمان ولحضن ربنا.
وهو كمان، كان نفسه يتوب في يوم من الأيام، وكان بيدعي: "يا رب، غيرني، بس مش دلوقتي"، لكن ربنا كان رحيم ومديله فرصة، وماحاسبهوش على كلامه، وأفكار ربنا عنه كانت أجمل من أفكاره هو.
وفي يوم، بعد ما سمع عن واحد من القديسين الأولانيين، قام من مكانه وراح الجنينة وهو حزين جدًا، ورمى نفسه على الأرض. وهو كده سمع صوت طفل بيقول: "خد واقرأ! خد واقرأ!" بص حواليه، لقى نسخة من رسايل القديس بولس على الأرض.
بداية التغيير
فتح الكتاب على الآية دي: «لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَار:ِ لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ» (رو 13: 13، 14).
من ساعتها حياته اتغيرت، وقرر يحكي عن حياته القديمة عشان يمجد ربنا ويشهد له عن عمله في حياته، وقال عن نفسه: "نفسي أفتكر ماضيَّ الوحش، وعفن قلبي، مش عشان بحبهم، لكن عشان أفضل أحبك يا إلهي. بفتكر الحاجات الوحشة اللي عملتها، عشان لما أحس بمرارة ذنوبي، أحس كمان بحلاوة وجودك في قلبي".
وكده ربنا بيحول الخاطي لقديس. زي قديسيين تانيين كتار، زي الأنبا موسى الأسود أو القديسة مريم المصرية، أو غيرهم كتير، وزي ما هو اللي عوض القديس أوغسطينوس عن السنين دي اللي ضاعت بعيد عنه، قادر يعمل نفس الحاجة معاك.
نفس الإله لسه عايش، وحتى لو الحاجات اللي بعداك عنه كتيرة وعاملة زي الجراد وحاسس أنه دمر حياتك، صدق ربنا قادر يعوضك عن السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَاد، المهم أنك تاخد خطوة وتقرب منه.
Facebook: @pwagih