الشيخ المربي الوارث المحمدي
طريق الله تعالى هو الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله تعالى عليهم بالاجتباء والاصطفاء والقرب منه سبحانه والوصل به عز وجل، وهو يتأتى بالاستقامة وتقوى الله عز وجل والاشتغال بذكره وإخلاص الوجهة له سبحانه..
والأصل في سلوك طريق الله تعالى هو السعي بصدق في تهذيب النفس وتزكيتها وإسقاط الأنا العالقة بالنفس، والتي هي موضع الحجاب، بالإضافة إلى السعي لتطهير القلب من حُب الدنيا وإسقاط العلائق والأغيار، وتفريغه مما سوى الله سبحانه وتعالى..
ولسلوك طريق الله لابد من مُعلم ومُرشد وطبيب للنفس وهو الخبير بأمراض النفس وعلِل القلب والمُشار إليه بقوله تعالى "الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا"، وهو الشيخ المُربي والمُؤدِب صاحب النور والبصيرة العليم بعلل النفس وأمراض القلب والعالم بالأدوية لكل داءٍ..
وهو الوارث المُحمدي، أي لأخلاق ومكارم سيدنا رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وهو للأسف أصبح وجوده ندرة في زماننا هذا..
هذا وشرط المُريد الصادق التسليم والانقياد الكامل له، ولكن قبل أن يُسلم المريد طالب طريق الله عز وجل لأحد من المشايخ في عقله ونفسه وقلبه يجب أن يتحقق من أنه وارث محمدي كامل، وكنت قد شرحته في مقالات وتسجيلات سابقة..
فالشيخ المربي الكامل الوارث المحمدي له ثلاثة أركان وهي: أن يدل على الله تعالى بأقواله وأفعاله وحاله، أي يدلك على الله تعالى بمقاله وأن ينهض بك حاله، وله أربع فرائض وهي: شريعة، وطريقة، وحقيقة، ومعرفة..
شريعة، وهى أن يكون عالم بعلوم الشريعة في فقه العبادات والمعاملات إذ إن الأصل في سلوك الطريق الشريعة الغراء، وطريقة، أي يكن قد سلك الطريق وتم له الفتح والوصول، بمعنى أن يكون قطع أوصاف النفس السبعة ووصل إلى النفس المُطمئنة الراضية المرضية الكاملة.
حقيقة، وهي أن يكون على نور وبصيرة ومفتوح عليه من الله تعالى بعلوم الحقائق، ومعرفة، أي أن يكون عارفا بالأطباع والمواقيت..
هذا وأن يكون له اثنى عشر صفة متحقق بها وهي صفتان من الله عز وجل وهما، العلم والسر، وصفتان من سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وهما، الشفقة والرحمة، وصفتان من سيدنا أبوبكر رضي الله عنه وهما، الصدق والتصديق، وصفتان من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما الزهد والشجاعة، وصفتان من سيدنا عثمان رضي الله عنه وهما الحياء والكرم، وصفتان من سيدنا الإمام على كرم الله وجهه وهما، العلم والعمل.